سر واقعة الغدير
ديوان الأنوار القدسية - الشيخ محمد حسين الأصفهاني
ما أتى إلى النبي الأمي = كما أتاه في غدير خم
من آية (97) في غاية التشديد = حاوية للوعد والوعيد
آمره بنصب من لولاه = ما بلغ المبدا منتهاه
فأوقف القوم عن المسير = في شدة الرمضاء (98) والهجير (99)
واتخذوا من الحدوج (100) منبرا = فقام بالتبليغ سيد الورى
لما رقى نبينا الحدوجا = ثنى به إلى السما العروجا
ومذ تلاه الصنو (101) راقيا بها = أشرقت الأرض بنور ربها (102)
فاجتمع البحران في الغدير = واقترن السعدان (103) في الأثير
واتصل القوسان في الوجود = من مبدء الغيب إلى الشهود
فيه تجلت لألي الكمال = مراتب الجلال والجمال
ثم ابتدى بخطبة فصيحة = بليغة بالغ في النصيحة
أبان في خطبته المفصلة = ما لعلي من عظيم المنزلة
وقال للناس ألست أولى = بالمؤمنين كالعلي الأعلى
قالوا: بلى والغدر في الفؤاد = مكتمن كالنار في الرماد
فقال والوصي في يمناه: = من كنت (104) مولاه فذا مولاه
فالمرتضى العلي قدرا وسمه = مولاهم بكل معنى الكلمة
والنظم والترتيب في القول يفي = بكونه أحق بالتصرف
بل هو أقصى رتب الولاية = ليس لها حد ولا نهاية
فإنه مجلى صفات الباري = في موضع الايراد والاصدار
ونشأة التكوين والإبداع = منقادة لأمره المطاع
والقلم الأعلى ولوح الحكمة = أم الكتاب وأبو الأئمة