قالت بحرقة دمعها المتجاريا=أهويت غيري أم سئمت وصاليا
قل لي بربك يا فتى ماذا جرى=ماذا اعتراك فصرت عني نائيا
فلأنت بالهجران بحر مالح=في شرعة العشاق تُحسبُ جانيا
فلقد جنيت على فؤادي سابقا=وجعلتني أجفو التعقل والحيا
فقلت: يا ليلى المفاتن مهلكِ=ما كنت يوما للوصال بقاليا
بل كنت دوما للحبيب مصاحبا=ولكم أسال الحب مني ماقيا
ولقد جعلت الشعر يحبو صاغرا=في حبه فنسجت منه قوافيا
اني هويت محمدا مع آله=والصحب من منهم تبؤ عاليا
فلقد دعاني صوته في قبره=فأجبت من خلف الزحام ملبيا
لبيك خير الخلق مني بيعة=تبقى مدى الازمان عِقدا زاهيا
لكنما شكوى تجولُ بخاطري=من عصبة جعلوا التدين واهيا
جعلوا الشهادة كذبة غنوا بها=بل نصَّبوا شيخ الثعالب مفتيا
وتسربلوا زى المسيح لظنهم= بعصا ابن عمران يكون ثنائيا
ومضوا مع الشيطان فهو امامهم= يتبوءونَ الى الجحيمِ مراقياً
قد كسّروا من دين احمد أضلعاً=واستعبدوا زُمَرَ الشبابِ الظاميا
فوردتمُ يا عُربُ عُجفَ مشاربٍ = وتركتمُ في العادياتِ عوادياً
ونقضتمُ مثل العجوزِ بغزلها= وتركتمُ غيثاًعليكم جارياً
وجعلتمُ قلبَ الرسولِ مُقَرَِّحاً= ومسختمُ الاسلامَ ديناً ثانياً
لا تبتئس خير الورى عهدا لكم=في أرضنا من للهوان معاديا
فستشهرنّ سيوفنا في وجههم=ونكون جمعا للنداء ملبيا
"مرصاد" علّي في السماء وحلِّقي=ولتتركي "شارون" فيها عاويا
دكي حصونهم وقومي جددي=أمجاد حيدر في ربوع " نتاليا"
وأنت يا "قسام" لا ترأف بهم=أكثر عليهم ما استطعت بواكيا
فإذا برقت بأرضهم فأرعد بها= ثم اسقهم خمر المنية عانيا
وليعلم الحاخام أن محمدا= خير البرية في البسيطة ماشيا
ما كان يوما للتطرف قائدا= بل كان دوما للمحبة داعيا
إنا ارتقبنا للرسول بقية= تأتي لبتر الظلم منها ثانيا
كي يشمل الثقلان نهج واحد=ويكون نهجا للظلوم معاديا