خواطر الثناء في بطلة كربلاء
أحمد بن رشيد مندو الفوعي
يامن ببيت الهدى والوحي منشاك = حي الإله بحي الشام مثواك
فقت الغزالة في كل الصفات علا = سبحان من بحلي الفضل حلاك
فالشمس تشهد والافلاك أجمعها = أن ليس للشمس شيء من مزاياك
كلا ولا للنجوم الزهر مثل سنا = أقمارك الغر أو عليا كعلياك
والبدر مانال نورا نلته أبداً = كلا ولا القبة الخضرا ثرياك
أنت التي حزت نورا في حقيقته = يعلو على نور أقمار وأفلاك
براك ربك من أزكى بريته = من معشر طهروا من كل اشراك
من شيبة الحمد من عمرو العلا وكفى = شيخ الأباطح والمختار جداك
والوالد المرتضى الكرار حيدرة = والأم فاطم والسبطان صنواك
من ذا يحاكيك في مجد وفي شرف = والليث حمزة والطيار عماك
لو كنت يوماً كساء الأهل حاضرة = كان الكساء بذاك اليوم غطاك
لاتعجب الشام إن أضحت يحج لها = فالشام قد جهلت من قبل معناك
لو تعلم الشام من كانت اسيرتها = ظلت تقبل مايعلوه نعلاك
يكفيك حين يرى الباري خليقته = من نور أحمد والكرار صفاك
والأم غذتك من أخلاق أحمدها = والروح في مهدك المكنون ناغاك
لو مثل الفخر بين الناس مكتملا = من كل ناحية ماكان إلاك
جئت الطفوف ونلت الخير أجمعه = في كربلاء وفيها الصبر حياك
في محنة انبياء الله ماشهدوا = مثلا لها لا ولا في الصبر شرواك
يوم الحسين الذي أبكى السماء دماً = والدين حزنا وذابت فيه أحشاك
واجهت ذاك المصاب الإد في شرف = من أحمد وعلي حين وافاك
كنت الخليفة للسبط الشهيد على = حفظ العيال وسيم السبط سيماك
لم يثنك الخطب عن نشر الهدى أبدا = في كل منقبة مثلت آباك
من بعد سبعين من قتلاك قد ذبحوا = ذبح الكباش على الغبرا بمرآك
ما بين صارخة ولهى مدلهة = ثكلى وبين عليل ظامئ شاك
لم تذهلي عن جهاد القوم في حسب = دك العروش وأخزى كل سفاك
جردت من سؤدد الآباء بيض علا = وفي مآثرها جاهدت أعداك
في علم أحمد في إيمان حيدرة = في حزم عبد مناف السيد الزاكي
في صبر فاطم والسبطين في حكم = أوتيتها بين أبطال وُنسّاك
فوق النياق فضحت القوم كلهم = بما جنوه وبات الجيش يخشاك
وكل طاغية ألقمته حجرا = عند التفاخر لما أنطقوا فاك
ذكرتهم بعلي في بلاغته = لما عليهم بها أعلنت هيجاك
نكست أعلامهم من بعدما رفعوا = فوق الرماح رؤوس الصيد قتلاك
ظنوا بأنهم أرسوا عروشهم = يوم الطفوف فكانوا شر هلاك
أرسلت ريحاً عقيماً فوق أربُعهم = ماهب صرصرها في القوم لولاك
رغم الطغاة ورغما عن مبادئهم = قد حالف النصر مبدأ الحق مبداك
لازلت داعية ً للدين ثائرةً = ضد البغاة وعينُ الله ترعاك
لاغرو منك ولا مستغرب أبداً = إن شع نور الهدى من ثغرك الباكي
أنتم محك بني حواء قاطبةً = والفرق ما بين ايمان وإشراك
من أهل بيت هم للخلق محنته = والمبتلون بدجال أفّاك
حاكيتهم أبداً في كل ماامتحنوا = لكنهم لم يذوقوا مثل بلواك
قد كنت خير حديث في الأنام فلا = فخرُ كفخرك أو ذكرى كذكراك
إذا المفاخر عدت كنت سؤددها = طوبى لمن ياابنة الزهراء والاك
ماحاز سؤددك الوضاح ذو شرف = ولا رقى أحد في المجد مرقاك
والوحي اولاك فخراً لا يرام وما = أولاك في مجدك السامي وأسماك
لك الحمى من بيوت شاء خالقها = تغدو مهابط أبدال وأملاك
طوبى لمن زاره في الناس معترفا = بالشأن مالك عند الله مولاك
أنت الوسيلة في يوم المعاد فلا = ينجو سوا من له ود لقرباك
استودع الله عهداً إنني لكم = عبدُ ولي يعادي كل أعداك
كوني على عهد هذا العبد شاهدة = يوم المعاد فإن الله زكاك
ثم الصلاة عليكم دائماً أبداً = ياآل بيت الإله الطاهر الزاكي