أمي يا نبع الحنان
ناصر الوسمي
=عِيدٌ تَضَوّعَ بالعَبِيرِ وَبالشَّذَا
وَتَقَاطَرَ الشَّهْدُ الشّفِيفُ بِوَرْدِنا= وَتَمَايَسَ الغُصْنُ الرَّطِيبُ وَمَالا
وَبِكُلِّ يَوْمٍ قَدْ تغَنّى صُبْحُنَا= لِنَدَىً تَرَقْرَقَ بالحَيَاءِ وَسَالا
مَا ذَاكَ إِلاَّ للحَبِيبَةِ أُمِّنَا =وَالخَيْرُ مِنْ نَسَمَاتِها يَتَوَالى
إسْمٌ تَلاهُ القَلْبُ حُبَّاً مِثْلَمَا = نَتْلُوا كِتَابَاً لِلجَلِيلِ تَعَالى
فاللهُ قَدْ قَرَنَ العِبَادَةَ بِسْمِها= وَبِبِرِّها قَدْ أَنْفَذَ الأَقْوَالا
تَنْسَابُ عَطْفَاً بالحَنَانِ = وَنَبْعُها صَافٍ يُروِّي الظَّامِئينَ زُلالا
وَلَكَمْ هَجِيرٍ في الزَّمَانِ أمَضَّنَا = فَغَدَتْ لَنَا في ذَا الزَّمَانِ ظِلالا
هِيَ مَلْجَأٌ تبقَى لَنَا وبعَطْفِها= في كُلِّ كَرْبٍ نَعْقِدُ الآمَالا
فبِكَفِّها بَابُ الرَّجَاء بِدَعوةٍ= نَحْوَ السَمَا كيْ تدْفَع الأَهْوَالا
مَاذا نَقُولُ بِشَأْنِها وَهِيَ الّتيْ = حَازَتْ مَقَامَاً في الوَرَى وَجَلالا
وَبَدَا مِنَ الأعْمَاقِ صَوْتٌ هَادِرٌ= فَالقَلْبُ بالأَسْحَارِ صَاحَ وَقَالا
أُمّيْ لَكِ الأّشْوَاقُ تَرْسمُ لَهَفةً =في صَدْرِنَا لِنحُوزَ مِنْكِ مَنَالا
أَنْتِ العَطَاءُ وَفَيْضُ حُبٍّ طَافِحٍ= بَلْ جَنّةٌ يَوْمَاً تَكُونَ مَآلا
وَبِسَبْحةِ الزَّهْراءِ حُبُّكِ خَيْطُها =فَبِدُونِكِ التّسْبِيحُ صَارَ مُحالا
وَزَرعْتِ عِفَّةَ زَيْنبٍ في رُوحِنَا =فَتَدَفّقَتْ سُبُحاتُها سِلْسَالا
أرْضَعْتِنا حُبَّ النبيِّ وَآلِهِ = حَتّى غَدَوْنَا للوَلاءِ رِجَالا
سَنَظَلُّ نهْتِفُ وَالوَفَاءُ نداؤنا= تَبْقيْنَ دَوْمَاً للعَطَاءِ مِثَالا