في ذكرى وفاة مريم (ع) ألقيت في مأتم السنابس الشرقية ألقاها الرادود الناشئ حسين علي عيسى
نبكي على مريمْ= يا أيُّها الزهراءْ
والليلُ قد أظلمْ= بالحُزنِ والبكاءْ
قدْ نَذَرَتْ حنَّةُ* إنْ أتى= لها وليدٌ سوفَ يخدِمُ
في المسجدِ الأقصى مُحرَّراً= وخادِمُ المسجدِ يُكْرَمُ
على خلافِ ما توقَّعتْ= وربُّنا يقضي ويحْكُمُ
قد وَلدتْ أنثى كريمة= كان له الشأنُ المعظَّمُ
قدْ طُهِّرتْ واصطفيتْ على= نساءِ العالمينَ مريمُ
إذ وَلَدَتْ عيسى بلا أبٍ= ووجْهُهُ بالنورِ مفعمُ
تكلَّمَ في المهدِ حينما= تخرَّصَ البُهمُ وأجرموا
مدافعاً عن أمِّهِ التي= كانت بلطفِ اللهِ تُرحَمُ
سبحانَ من أنطقَهُ وقدْ= كان رضيعاً يتكلمُ
كان ضَياءَها ونورَها= وهو لِجُرْحِهَا المُبَلسِمُ
وليدُها مُفْعمْ= بالنورِ والضياءْ
كأنَّهُ زمزمْ= في الطهرِ والصفاءْ
هلْ أُفجِعتْ مريمُ بابنها؟= هلْ قُطِّعتْ لآلِها رؤوسْ؟
هلْ كانتْ الخيلُ ترضُّهُ؟= أو تعتليْ عليهِ أو تدوسْ
هلْ أُخِذتْ هديَّةً إلى= شرِّ البرايا شاربِ الكؤوسْ
هل أُحرِقتْ خيامُ آلِها= أو أُوقفوا في وَهَجِ الشموسْ
هل بقيتْ في ليلِ وحشةٍ= تسهرُ في ظلامِهِ العَبوسْ
هل تهمت يوماً بأنها= من الخوارجِ أو المجوسْ
وهل رأتْ أمامَ عينِهَا= أحبةً تجود بالنفوسْ
وهل رأتْ شبابها الذي= كانتْ لهُ الهيجاءُ كالعروسْ
مُبَضعاً بالسيفِ والقنا= مُستشهَداَ و حربُهُ ضروسْ
واللهِ ما أعظمَ كربلا= وما حوت من أروعِ الدررسْ
وهل رأتْ مريمْ= قافلةَ النساء
مسبيةً تُحرَمْ= في أرض كربلاء
Testing
* حنة هي أم مريم كما ورد في بعض روايات أهل البيت (ع)