مشيئة الله
السيد حسين العبد العال
هِيَ الأَسْمَاءُ بِالأَيامِ تُنْسَى = وَإسْمُكَ سَرْمَدٌ مَلَكَ البَقَاءا
عَلىَ هَامِ العُصُورِ يَظَلُ نَقْشًا = يُدَوي لِلسَمَا مَلَئَ الفَضَاءا
كَمَا القُرْآنَ قدْ أَرْسَاهُ وَحْيٌ = فَإسْمُكَ مِنْ ظِلالِ العَرْشِ جَاءا
حَوَى نُورَ التَجَلي فِي حُرُوفٍ = فَصَارَ بِنُورِهِ يَهَبُ الضِيَاءا
فَقَلبُ الشَمْسِ لا يَحْوي ضِيَاءًا = سِوَى اِسْمَ الوَصِيِ بِهِ أَضَاءا
وَحَيْثُ اللهُ يَحْفَظُ كُلَّ وحْيٍ = كَذَاكَ بِحِفْظِهِ حَكَمَ القَضَاءا
فَأوْحَى اِسْمَهُ فِي كُلِّ قَلْبٍ = سِوَى مَنْ اَصْلُهُ عُدِمَ النَقَاءا
بَدِيعٌ كُلُّ حَرْفٍ فِيهِ يَحْلُو = بَهِيٌ يُلْبِسُ الشِّعْرَ البَهَاءا
عَلِيٌّ لَفْظُهُ يُلْقِي سُرُورًا = وَيُنْسِي حِينَ تَسْمَعَهُ الشَقَاءا
عَلِيٌّ ذِكْرُهُ يُضْفِي صَفَاءًا = تَرَقَّبْ حِينَ تَذْكُرَهُ الصَفَاءا
عَلِيٌّ حِينَ خَلْقِ الطِينِ دَوَّى = فَأَسْبَغَنَا المَحَبَّةَ وَ الوَلاءا
عَلِيٌّ وَالصِغَارُ بِهِ تَرَبَّتْ = وَفِي ثَدْيِ الوَلاءِ غَدَا الغِذَاءا
عَلِيٌّ وَالدُعَاءُ بِهِ دَواءٌ = تَوَسَل مُوقِنًا تَنَلِ الشِفَاءا
عَلِيٌّ إِنْ دُعِي فِيْ أَيِّ هَمٍّ = أَزَالَ الهَمَّ بَلْ كَشَفَ البَلاءا
عَلِيٌّ بَابُ حَاجَاتٍ مُجِيبٌ = وَهَذا الاِسْمُ قَدْ أَلِفَ النِدَاءا
فَحَسْبُكَ أنْ تُدَوِّي يَا عَلِيًا = أَتَاكَ الرَّدُ شَاءَ اللهُ شَاَءا
إِلى مَنْ أَنْكَرَ الكَرْارَ جَهْلاً = وَعَافَ الطُهْرَ بَلْ وَالَىَ البَغَاءا
وَأَغْمَضَ عَنْ ضِيَاءِ الحَقِ طَرْفًا = وَمَالَ لِمَنْ بِسُوءِ الَأصْلِ بَاءا
أَتَتْرُكُ مَنْ لِأحْمَدَ كَانَ نَفْسًا= وَتلزمُ مَنْ أَكَنَّ لَهُ العِدَاءا
نَصِيرُ المُصْطَفَى فِي كُلِّ كَرْبٍ = يُقَدِمُ نَفْسَهُ الأَغْلَى فِدَاءا
يُبَاهِي اللهُ فِيهِ الكَوْنَ طُرًا = فَمِنْهُ اللهُ قَدْ خَلَقَ الِإخَاءا
وَفِي اللَوحِ المُقَدَّسِ خُطَّ سَطْرٌ = عَلِيٌّ لِلنَبَيِّ غَدَا الوِقَاءا
إِذَا اشْتَبَكَتْ أَسِنَّتُها تَرَاهُ = تَهَلَّلَ وَجْهُهُ أَنِسَ اللِقَاءا
وَتُحْسَمُ أَيُّ حَرْبٍ وَهْوَ طَيْفٌ = كَأَنَّ الطَيْفَ عِزْرَائِلُ جَاءا
يُنَادِي خَصْمُهُ إِنْ لاحَ طَيْفًا = مَلاكُ المَوْتِ قَدْ لَزِمَ اللِّوَاءا
يُزَلْزِلُ بالصُفُوفُ مَتَى رَأَتْهُ = فَمَطْلَعُ طَيْفِهِ حَتَمَ القَضَاءا
بِصَارِمِهِ يَجُولُ المَوْتُ رُعْبًا = وَحَدُّ فِرِنْدِهِ شَرِبَ الدِمَاءا
وذَاتُ اللِّيثِ فِي المِحْرَابِ عَبْدٌ = يُنَاجِي رَبَهُ يُجْرِي البُكَاءا
بِسَاعَةِ وَصْلِهِ الأَفْلَاكُ صَمْتٌ = وَصَوْتُ أَنِينِهِ اَسَرَ الفَضَاءا
أَبُو الأَيْتَامِ مَاسِحُ كُلَّ رَأْسٍ = كَثِيرُ الجُودِ مَا تَرَكَ العَطَاءا
عَلِيٌّ طلق الدنيا ثلاثًا = وَصَيَّرَ تِبْرَهَا الفَانِي وَرَاءا
عَلِيٌّ لمْ يُرِدْ بِالأَرْضِ مُلْكًا = لأنَّ المُرْتَضَى مَلَكَ السَمَاءا
عَلِيٌّ كان أهلا أن يولى = فَمَنْ ذَا مِثْلُهُ بِالفَضْلِ جَاءا
فَلا عَجَبًا إِذَا دَاعٍ دَعَاهُ = أَتَاهُ الرَّدُ شَاءَ اللهُ شَاَءا
عَلِمْتُ البَدْرَ لا بِالشَمْسِ يَزْهُو = وَلَكِنَّ الغَرِيَّ بِهِ أَضَاءا
فيا مَنْ لِلغَرِيِّ غَدَا مُجِدَّا = أَرِحْ عِنْدِي لِأَلْتَمِسَ الدُّعَاءا
وَخُذْ مِنِّي إِلى المَوْلَى حَنِينِي = فًقًلْبي ظَامِئٌ طَلَبَ السِقَاءا
إِذَا مَا هَبَّ مِنْ نَجَفٍ نَسِيمٌ = عَلى مَسْرَى النَسِيمِ صِلِ النِدَاءا
وَإِنْ لاحَ الغَرِيُّ فَلا تدُسْهُ = فَمُوسَى فِيهِ قَدْ خَلَعَ الحِذَاءا
وَعَفِّرْ بِالثَرَى خَدّينِ بَاكٍ = فَإنَّ تُرَابَهُ وَازَى السَمَاءا
وَ سَعْيًا نَحْو بَابِ اللهِ سَعْيًا = وَقَبِّلْ بَابَ حَيْدَرَ إِنَ تَرَاءا
وجَلْجِلْ بِالصَلَاةِ عَلَيهِ جَهْرًا = وَأَكْثِر حِينَ تَذْكُرَهُ الثَنَاءا
وَإِنْ عَايَنْتَ قُبَّتَهُ تَجَلَّتْ = فَخِرَّ بِسَجْدَةٍ أَدِمِ البُكَاءَا
وَأَمْعِنْ لَنْ تَرَى فِيْ الأُفْقِ لَيْلاً= فَنُورُ قِبَابِهِ غَذَّى ذُكَاءا
وَنَحْوَ القَبْرِ أوْصِلْ لِي سَلَامًا = سَلاَمَ مُتَيَّمٍ يَرْجُو اللِقَاءا
وَقُلْ لِلمُرْتَضَى أَنِّي غَرِيبٌ = فَدَارِيَ حَيْدَرٌ وَالوَصْلُ نَاءا
أَبَا حَسَنٍ بِقَلْبِي أَلْفُ شَوْقٍ = وَحَاشَى انْ اَكِنَّ لَكَ الجَفَاءا
وَقَلْبِي فِي هَوَاكَ له وَجِيبُ =وَيَنْبُضُ شَائِقًا صُبْحًا مَسَاءا
فَيَامًا إِنْ دَعَوتُ بِهِ رَجَاءًا = أَتَانِي الرَّدُ شَاءَ اللهُ شَاَءا
رَجَائِي أَنْ اَرَاكَ قُبَيْلَ مَوْتِي= وَعَهدِي فِيكَ لَمْ تُخِبِ الرَجَاءا