عروج لمحمد
السيد حسين العبد العال
شُمُوسُ الكَوْنِ بِالاَيَامِ تُخْمَدْ = وَنُورُكَ كُلَّ يَوْمٍ قَدْ تَجَدَّدْ
وَ يُطْفَئُ كُلُّ نَجْمٍ حِينَ يَهْوِي = وَنَجْمُكَ سَاطِعٌ لِلعَرْشِ يَصْعَدْ
فَفِيكَ اللهُ قَدْ أَجْرى خُلُودًا = فَذَابَ بِنُورِكَ المَجْدُ المُسَرْمَدْ
وَفِي عَرْشِ الإلهِ يُشِعُّ نُورٌ = يَدِلُ بِانَّكَ النُورُ المُخَلَّدْ
فَإنْ سَأَلَ المُخَالِفُ فِي عِنَادٍ = وَ أَعُمَى مَنْ لِنُورِ الشَمْسِ يَجْحَدْ
أَجِيبوا تَرْجِموا مَعْنَى خُلُودٍ = اَجَبْنَا إنَّهُ المَوْلى مُحَمَّدْ
وَقَبْلَ العَرْشِ قَبْلَ اللَوْحِ شَاءَ = الإلهُ بِأنْ يُشِعَّ ضِيَا المُؤَيَّدْ
فَمِنْ نُورٍ إِليهِ بَرَاهُ نُورًا= وَمِنْهُ اللهُ كُلَّ الكَوْنِ أَوْجَدْ
وَلَمَّا أَنْ أَرَدَ اللهُ دِينًا = وَشَاءَ بِأنْ يُشِيعَ هُدَىً فَيُعْبَدْ
حَبَهُ اللهُ لِلأكْوَانِ هَدْيًا = وَأَوْحَى يَا مُحَمَّدُ أَنْ تَجَسَّدْ
فَمِنْ صُلْبٍ إلىَ صُلْبٍ نَقِيٍّ= تَقَلَّبَ مِنْ أَبٍ طُهْرٍ ومِنْ جَدْ
إلىْ أَنْ قَرَّ فِي رَحِمِ طهورٍ = فَأَشْرَقَ وَجْهُهَا بِالنُورِ فَرْقَدْ
وَسَبَّحَتِ الحِجَازُ نَشِيدَ عِشْقٍ = وَمَكَّةُ أَحْرَمَتْ حُبًّا لِيُولَدْ
وَأَمَّا البَيْتُ قَدْ أَضْحَى كَقَلْبٍ = يَصِيحُ بِنَبْضِهِ المُشْتَاقَ أَحْمَدْ
وَحِينَ السَّاعَةِ العُظْمَى تَجَلَّى = وَوَجْهُ زَمَانِنَا فَرَحًا تَوَرَّدْ
وَنَادَى الرُوحُ فِي أَعْلَى سَمَاءٍ= أَلا صَلُّوا أَتَى الهَادِي مُحَمَّدْ
بِنَفْسِي مَنْ لَهُ المَرْوَى تُنَاغِي = وَطَوْدٌ بِالصَفَا غَنَّا وَأَنْشَدْ
وَفَدَّاهُ الحَطِيمُ مَتَى رآهُ = وَحِجْرُ الجَدِّ لاعَبَهُ وَغَرَّدْ
يَطُوفُ البَيْتُ بِالهَادِي وَيَسْعَى = وَيُوْمِأُ نَحْوَهُ الحَجَرُ المُمَجَّدْ
وَزَمْزَمُ ظَامِئٌ حَتَّى سَقَتْهُ = فَصيَّرَ مَائَهَا دُرًّا وَعَسْجَدْ
وَصَارَ المُسْتَجَارُ بِهِ مُجِيرًا = وَرُكْنُ البَيْتِ سَنَّدَهُ فَأَسْنَدْ
بِنَفْسِي أَيّ أملاكٍ اتوها= وَنَاجَوا أُمَّهُ يَا أُمَّ أَحْمَدْ
أَأَمِنُ إِرْفِقِي بِالمَهْدِ هَزًّا = فَكَفُ الكَوْنِ حَوْلَ المَهْدِ تَمْتَدْ
إِذَا مَا مَالَ مَالَ الكَوْنُ طُرًّا = إِذَا مَا أرْتَدَ كُلُّ الكَوْنِ يَرْتَدْ
فَذَرَّاتُ الوُجُودِ لَهُ قَضَاهَا = وَدُونَ القُطْبِ كُلُّ رَحًا تُبَدَّدْ
هُوَ العِقْدُ الذَي جَمَعَ المَعَاليْ= وَأَرْكَانُ الوُجُودِ بِهِ تُنَضَّدْ
فَلَولا أَحْمَدٌ مَا كَانَ دِينٌ = وَلا قَدْ صَارَ رَبُّ الخَلْقِ يُعْبَدْ
وَيَكْفِي اَنَّهُ لِلكَوْنٍ سِرٌّ= وَيَكْفِي أَنَّنَا نَهْوَى مُحَمَّدْ
أَبَا الزَّهْرَاءِ أَظْمَئَنِي اشْتِيَاقٌ = إِلَيكَ فَاسْقِنِي وَصْلاُ لِأَسْعَدْ
وَأَوْصِلْنِي إِلَيكَ فَإنَّ قَلْبِي = عَلَى رَاحِ الظَمَى مَيْتًا تَمَدَّدْ
وَلَيْسَ سِوَكَ فِي الدُنْيَا نَمِيرٌ = وَقَبْرُكَ زَمْزَمٌ لا لا يُحَدَّدْ
وَإِنِّي كُلَمَا جَلَّ اشْتِياقِي = دَعَوْتُكَ يَا حَبِيبَ اللهِ أَحْمَدْ
وَسِرْتُ لِطَيْبَةٍ أَعْدُو وَاَطْوِي = دُرُوبَ الشَّوْقِ بِالشَّوْقِ المُجَدَّدْ
فَإِنْ بَزَغَتْ لِيَ الخَضْرَاءُ تَزْهُو= دَمِعْتُ وَكُلُّ وِجْدَانِي تَشَهَّدْ
وَإِنْ لاحَ الضَّرِيحُ مَلأْتَ قَلْبِي = وَجِيبًا بِاسْمِكَ المَحْمُودِ رَدَّدْ
وَرُوحِي فِي هَوَاكَ لَهَا عُرُوجٌ = بِحُبٍّ عَنْ مَدَى الإدْارَكِ أَبْعَدْ
لِتَسْمَعَ كُلَّ مَنْ بالعَرْشِ صَلَّى= عَلَيْكَ وَآلِ بَيْتِكَ يَا مُحَمَّدْ