وليد السماء
السيد حسين العبد العال
قَدْ جُنَّ عَقْلِي مُذْ سَمِعْتُ صَدَاكَا = وَسَكَنْتَ ذَاتِي مُذْ رَأَيْتُ بَهَاكَا
وَمَلَكْتَنِي وَأَسَرْتَ كُلَّ جَوَانِحِي = مُذّ ذَابَ قَلْبِي فِي رَحِيقِ وَلَاَكَا
وَنَفَخْتَ فِي طِينِيْ الوِلاَيَةَ كَالسَّنَا = لِيَصِيرَ طِينِيَ طَاهِرًا بِسَنَاكا
فَعَلِمْتُ اَصْلِيَ طَيَّبًا بِوِلايَتي = لَكَ يَا عَلِيُّ وَلاَ لِشَخْصَ سِوَاكَا
وَمَلَئْتَ رُوحِي مِنْ مَحَبَّتِكَ التِي = فَاضَتْ فَأُغْرِقَ عَالَمِي بِهَوَاكا
وَسَلَبْتَ مِنِّي النَبْضَ مُذْ جَنَّ الجَوى = قلَبْيِ فأُحْرِقَ خَافِقِي بِجَوَاكا
فَتَكَلَّمَ القَلْبُ المُحَرَّقُ قَائِلاً = إِنِّي وَكُلُّ العَاشِقِينَ فِدَاكا
أَنَا يَا عَلِيُّ تَرَكْتُ كَلَّ مُؤَمَّلٍ =إِذْ عُلِقَتْ كَفِّي بِحَبْلِ رَجَاكا
أَنَا صِرْتُ مَوْلاً حِينَ صَاحَ مُحَمَّدٌ = وَالى الإِلَهُ مُوَالِيًا وَالاَكا
وَمَضَيْتُ أَبْرَءُ حِيِنَ أَرْدَفَ قَائِلاً = عَادَى الإِلَهُ مُنَافِقًا عَاَداكَا
وَ غَدَوْتُ شِيعِيًّا ورمزي أيةٌ = خَيْرُ البَرِيةِ شِيعَةُ تَهْوَاكا
قَلَّبْتُ وَجْهِي فِي عُلُوِّ سَمَاكَا = بَيْنَ النُجُومِ أَهِيمُ فِي عَلْيَاكا
بَيْنَ السَّمَاوَاتِ التِي بِعُلوِّهَا = رُفِعَتْ فَمَا قَرُبَتْ إِزَاءَ ثَرَاكا
بَيْنَ الشُمُوسِ السَاطِعَاتِ تَلَألُؤًا = مَا قَارَعَتْ شَمْسٌ عَظِيمَ سَنَاكا
بَيْنَ المَلائِكَةِ الذِينَ تَحَيَّرُوا = بِاسْمٍ فَكَانَ الاسْمُ مِنْ مَعْنَاكا
بَيْنَ الثَمَانِيَةِ الكِرَامِ بِعَرْشِهِ = قَدْ كُنْتَ اقْرَبَ مِنْهُمُ بِتُقَاكا
ما بَيْنَ كُلِّ الأنْبِيَاءِ فَمَا احْتَوَوا = كُفْأ فَقَدْ كَانَ النَبِيُّ أَخَاكَا
لَوْلاكَ مَا قَصَدَ المَلائِكُ آَدَمًا = وَشِرَاعُ نُوحٍ لَمْ يَقُمْ لَوْلاكَا
وَابْنَا خَلِيلِ الَلهِ رُغْمَ خِصَالِهِمْ= ما فُضِّلا إِذْ فَاقَهُمْ نجلاكا
وَ يَدُ الكَلِيمِ بِغَيْرِ سُوءٍ قَدْ بَدَتْ = إِذْ لامَسَتْهَا سَيِّدِي كَفَّاكَا
والخِضْرُ أَضْحَى فِي عُلُومِكَ حَائِرًا= وَصَدَى "سَلُونِي" لَمْ يَقُلْهُ سِوَاكا
مَا نَالَ عِيسَى مِنْ أَبِيهِ مَفَاخِرًا = كُلُّ المَفَاخِرِ قَدْ أَتَيْنَ أَبَاكا
وِشَفَاؤُهُ لِلنَّاسِ كاَنَ مُعَلَّقًا= إِذْنُ الإلهِ يَنَالُهُ بِرِضَاكا
وَبَهَاءُ يُوسُفَ أَصْلُهُ مُتَجَذِّرٌ= اَصْلٌ كَرِيمٌ عَائِدٌ لِبَهَاكا
فَالشَوْقٌ مِن يَعْقُوبَ أَمرٌ وَاجِبٌ= إِذْ كَانَ يَرْقَبُ نَجْلَهُ لِيَرَاكا
وَاسْأَلْ بِبَطْنِ الحُوتِ يُونُسَ مَنْ دَعَا = مُتَوَسِّلاً وَأَشَارَ نَحْو ضِيَاكا
مُلْكٌ لدَاوُودَ النَبِيِّ وُنَجْلِهِ = الجِنُّ فِيهِ بِبَطْشِهَا تَخْشَاكا
و النَمْلُ فِي وَادِيهِ لَوْ حَطَّمْتَهُ = لَسَمِعْتَهُ دَوَّى فِدَاكَ فِدَاكا
مَا احْتِجْتَ هُدْهُدَ كَيْ تَرَى سَبَأً وَلا = قُدْسًا فَهَذَا الكَوْنُ طَاعَ َدَاكا
وَجَوَابُ اصِفَ حِينَ جَاءَ بِعَرْشِهَا = نَادِي بِقَلْبِكَ "يَا عَلِي"يُؤتَاكا
اليَوْمَ هَامَ الكَوْنُ فِي نَجْوَاكَا = وَهَفَا لِمَكَّةَ حَيْثُ لاحَ سَنَاكا
وَالأَنْبِيَاءُ مِنَ الجِنَانِ تَنَزَّلُوا = فَالشَّوقُ حَرَّكَهُمْ لِشَمِّ ثَرَاكا
واصْطَفَّتِ الأَمْلاكُ وَأنْتَشَر السَنَا = طَمَعًا بِمَزْجِ ضِيَائِهَا بِضِيَاكا
وَتَنَزَّلَ الرُوحُ الأَمِينُ لِكَعْبَةٍ = أَنْ احْرِمِي فَتَهَيَأَتْ لِلِقَاكا
وَانْشَقَّ رُكْنُ البَيْتِ يَدْعُو قَائِلاً = يَا حَيْدَرٌ رَبُّ العُلا حَيَّاكا
فوُلِدّتَ فِي البَيْتِ المُقَدَّسِ طَاهِرًا = سُبْحَانَ مَنْ فِي بَيْتِهِ سَوَّاكا
حَتَّى تَجَلَّتْ فَاطِمٌ مَذْهُولَةً = وَخُطَى الخُشُوعِ تَسُوقُها بِخُطَاكا
نَظَرَتْ لِوَجْهِكَ إِذ تَجَلَّى كَوْكَبًا = وَجْهٌ لِأَحْمَدَ بَادِيًا بِسِمَاكا
فَأتَتَ أبَاَكَ تُقَدِّمُ البُشْرَى لَهُ = هَذَا الوَلِيدُ مِنَ السَمَاءِ أَتَاكا
فَأحْتَارَ فِي اِسْمِ الوَلِيدِ وَكُنْهِهِ = يَا رَبِّ أَنْبِئْنَا بِاسْمِ فَتَاكَا
باللَوْحِ قَدْ نَزَلَ الأَمِينُ مُبَشِرًا = أَنَّ العَلِيَّ مِنِ اسْمِهِ سَمَّاكا