رثاء الولاء
السيد حسين العبد العال
القَبْرُ يَخْشَعُ وَاللُّحُوْدُ أَنَاةُ= فَتَبَتَّلَتْ فِيْ تُرْبِكَ الصَّلَوَاتُ
أَيْقَظْتَ خَاْشِعَةَ الصَّلاَةِ بظُلْمَةِ ال= أَجْدَاْثِ فَانَتَفَلَتْ بِهَاْ الظُّلُمَاْتُ
وَأَنِسْتَ مُوْحِشَةَ القُبُوْرِ وَدَاْرَهَا=فَزَهَتْ بِأُنْسِكَ سَجْدَةٌ وَ صَلاَةُ
وَرَأَتْكَ مُنْتَحِبًا تُصَلِّيْ لَيْلَهَا= بَاْكٍ قَلَتْكَ بِثِقْلِهَا الثَفَنَاْتُ
قَدْ كَبَّرَتْ أَكْفَاْنُكَ البَيْضَاْءُ فِيْ=بَحْرِ الخُشُوْعِ وَكَبَّرَ الأَمْوُاْتُ
فَرَحَلْتَ فَيْ أَمْوَجِهِ مُتَبَحِّرًا=الفُلْكُ تَجْرِيْ وَ التُّقَىْ المِرْسَاةُ
فَتُلاَطِمُ الأَمْوَاجُ تُرْبُكَ بَيْدَرًا=العِشْقُ ذَرٌّ وَالبَتُوْلُ نَوَاةُ
أَمْسَكْتَ بَاقِيَةَ العَقِيْدَةِ سُبْحَةً=فَتَرَتْلَتَ فَيِ كَفِّكَ الآَيَاتُ
وَتَلَتْ بِمَدْفَنِكَ الشَّهِيْدَةُ سُوْرَةً=قَدْ سُطِّرَتْ فِيْ مَتْنِهَا الآَهَاتُ
أَبْصَرْتُهَا صَفَقَتْ بِقَبْرِ فَقِيْدِهَا=رَاْحًا كَسَاهُ الهَمُّ وَ الحَسَرَاتُ
وَرَمَتْ عَلَىْ قَبْرِ الفَقَاهَةِ بَثَّهَا= سَيْلاُ تُفَجِّرُ مَائَهُ الدَّمَعَاتُ
هَلْ لِي بِعَتْبِكَ وَالعِتَابُ مُثَقَّلٌ= ثِقْلَ الجِبَالِ تَجُرُّهَا الزَفَرَاتُ
قَدْ بِتَّ لَيْلَتَكَ الأَخِيْرَةَ آَنِسًا= لاَ خَيْلَ تَجْرِي وَالعَسَاكِرُ بَاتُوا!
وَشَرِبْتَ مِنْ جُرَعِ المَنِيَّةِ رَاقِدًا= لاَ سَيْفَ يَضْرِبُ أَوْ رَمَتْكَ قَنَاةُ!
وَحُمِلْتَ فِيْ نَعْشٍ يُلاَذُ بِعِزَّةٍ= لاَ نُبْلُ تُرْشَقُ غِيْلَةً وَ رُمَاةُ!
وَثَوَيْتَ فِي قَبْرٍ مُكَفَّنَ أَمِنًا= لاَ أنْ تَرُضَّكَ بِالجِيَادِ عِدَاتُ!
أَرَئَيْتَ نِسْوَتَكَ العَفِيْفَةَ سُلَّبًا= جُرْدَ المَقَانِعِ وَ العِدَاةُ رُؤاة؟
أَمْ شَاهَدَتْ عَيْنَاكَ بَعْدَ مَمَاْتِهَا= حَرْقَ الخِيَامِ وَخَلْفَهَا اللَّوْعَاتُ؟
فَتَكَلَّمَ المَدْفُوْنُ مَحْفُوْفَ السَّنَا= شَجَنَا تَنَهِّدُ نُطْقَهُ العَبَرَاْتُ
يَا بِنْتَ اَحْمَدَ هَوِّنِيْ عَتْبَ اللَّضَا= فَاللَّحْدُ يَنْدُبُ وَ القُبُوْرُ بُكَاتُ
أَيْقَظْتِ فِيْ دُنْيَا المَنُوْنِ مَآَتِمًا= ضَجَّتْ بِهَا الأَمْلاَكُ وَ الأَمْوَاتُ
قَسَمًا بِيَوْمِكِ مَا بَخِلْتُ مَدَامِعِي= فِيْكُمْ وَ لاَ قَدْ جَفَّتِ الوَجَنَاتُ
قَدْ بِتُّ لَيْلَتِيَ الأَخِيْرَةَ بَاكِيًا= لِلدَارِ قَدْ كَثُرَتْ بِهَا الأَنَّاتُ
كَانَتْ تَأِنُ الغَوْثَ فِضَةَ أَسْرِعِيْ= قَدْ أَشْعَلَ البَيْتَ الحَزِيْنَ جُنَاتُ
وَشَعَرْتُ بِالبَابِ الضُلُوعَ وَرَضَّهَا= فَكَأَنَّمَا صَدْرِيْ بِهَا الجَمَرَاتُ
وَسَمِعْتُ مِسْمَارًا يَرِنُّ بِصَدْرِهَا= أَدْمَا يَصُبُّ وَخَافِقَيْهِ فُرَاْتُ
فَشَرِبْتُ مِنْ رُزْءٍ عَلَيْكُمْ عَلْقَمًا= مَا بَدَّدَتْ مِنْ مُرِّهِ السَنَوَاتُ
كَالمُهْلِ يَجْرِيْ بِالحَمِيْمِ مُحَرِّقًا= صَدْرِيْ الذَيْ قَدْ فَتَّهُ الكُرُبَاتُ
يَا شَيْخُ حَسْبُكَ مَا ذَكَرْتَ فَفَاطِمٌ= مَغْشِيَّةٌ فَتَّتْ بِهَا الأَبْيَاتُ
يَا شَيْخُ ذِيْ جُلُّ المَنَابِرِ تَشْتَكِيْ= أَيْنَ الذَيْ مِنْ نَحْبِهِ نَقْتَاتُ
أَيْنَ الذَيْ شَرِبَ الوَلاَءَ بِدَمْعَةٍ= إِنَ الدُّمُوعَ إلىَ الوَلاَءِ حَيَاةُ
يَنْعَاكَ يَاْ حَامِيْ الوَلاَءِ أَمَا تَرَى= إِنَّ الشَّرِيْعَةَ شَمْلُهَا أَشْتَاتُ
قُمْ أَيْقِظِ الفَتْوَىْ وَشُدَّ حِبَالَهَا= جَفَّ المِدَادُ وَجَفَّتِ الصَفَحَاتُ
قُمْ لِيْ فَقَدْ أَثْلَمْتَ دِيْنَ مُحَمْدٍ= فَغَدَتْ بِقَلْبِيْ تَكَثُرُ الثَّلَمَاتُ
قَدْ كُنْتَ لِيْ نَبْضًا يَرِنٌ بِخَافِقِيْ= أَرَحَلْتَ فَانْطَفَأَتْ بِكَ النَبَضَاتُ
قَدْ كُنْتَ أَنْفَسًا تُزَيِّنُ شَهْقَتِيْ= أَتُرَىْ تَهِبُّ بِفَقْدِكَ النَّسَمَاتُ
أَحْرَقْتَ بِالشَّوْقِ المًلَهَّبِ أَضْلُعِيْ= فُكَأنَّ حُبْكَ وَالجَوَىْ تَبِعَاتُ
وَعَلِمْتُ اَنَّكَ قِبْلَةُ العُشَاقِ فِيْ= زَمَنٍ تُوَحَّدُ لِلْغَرَامِ جِهَاتُ