شعراء أهل البيت عليهم السلام - ذكرى شهيد الطفّ

عــــدد الأبـيـات
55
عدد المشاهدات
2027
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
20/08/2011
وقـــت الإضــافــة
4:13 مساءً

ذكرى شهيد الطفِّ كاظم مكّي حسن دعته العلا فانصاع لا يرهبُ الخطبا=وآثر لقيا الموت واستسهل الصعبا أبى غير أن يحيا عزيزاً أو الردى=ففاز بما يرجو وطابت له العقبى وألقى على الدنيا دروسَ مكارمٍ=وشقَّ لمن يهوى ملاقاتها دربا دع الشهب لا تحفل ببعد ارتفاعها=فقد فاق في عليائه الأنجم الشهبا وخلَّ بناة المجد عنك بمعزلٍ=فما المجد إلا ما أقام وما ربّى لقد شبَّ في حجر النبوَّة واستوى=وفي حجره أسمى الوفاء لقد شبّا ومن كان طه جدَّه ووصيُّه=أباه خليقٌ أن يرى الفارس الندبا ومن كانت الزهراء حاضنةً له=جدير به أن يرضع العطف والحبّا هو المثل الأعلى لكلَّ فضيلة=لدى سلمه أو حين يعلنها حربا رأى الحرب لما هبَّ بالبغى ربُّه=أعزَّ له شأنا ليحطم ذا الربّا وشمّر للهيجاء ليثاً مجرَّداً=عزائمه واستقبل الطعن والضربا وأمعن في البيداء يصحب فتيةً=أجلَّ الورى فضلاً وأروعهم ركبا فما هبطوا في غير نصرةِ دينهم=وتأييده سهلاً ولا صعدوا هضبا إلى أن أتوا أرض الطفوف فعطَّروا=بزاكي دماهم جوَّها الرحب والتربا غداة تصدَّت عصبةُ الشرَّ والخنا=لتركب أتباع الهدى المركب الصعبا وعاثت فساداً حين لم تلقِ رادعاً=وراحت كما شاء الهوى تنشر الرعبا فظائع في طول البلاد وعرضها=فتملؤها سوءاً وتورثها جدبا ففي جانب منها أقامت مجازراً=وفي جانب قد أحيت النهب والسلبا ولم ترعَ للإسلام حقّاً وحرمةً=كما لم تراعِ في خلائفها العربا أذلَّت رقاب المسلمين وكدَّرت=من الشرعة السمحاء موردها العذبا ولو لم تكن حرباً على الله في الورى=لما ظلمت آل الرسول ذوي القربى أطاعت يزيداً وهو بالبغي آمر=يرى حبَّ مَن والى إمام الهدى ذنبا رأت فيه وهو الشرُّ قولاً وفعلةً=إمام هواها السيّد العادل الضربا ومن مضحكات الدهر أن يحكم الورى=سفيه غدا في كل موبقةٍ صبّا وأين من الإسلام في روح حكمه=فتىً فيه داء الفسق من أصله دبّا تعوّد أن يسعى ويسقي وهمُّه=مدى عمره أن يألف اللهو واللعبا أجل هو للباغي وكل منافق=إمام على نشر المخازي قد انكبّا مطوراً تراه في محافل صيدِه=وحيناً تراه يجمع الغيد والشربا إمام وأنواع المفاسد دينه=ومذهبه أن يزرع الغدر والخبّا بطانته من كلِّ مَن ألف الخنا=وظلم الورى والدسّ والمكر والكذبا ولا عجب فيما أتى من مظالمٍ=فآباؤه للظلم قد خلّفوا العَقْبا وحسب يزيد سبَّة حرب أحمدٍ=بتجريعه أبناءه الغم والكربا أراد لهم ذلَّ الحياة فأجمعوا=على حربه أو يدركوا حقهم كسبا وهبُّوا إلى لقيا المنون كأنّهم=ضراغم هبَّت من مرابضها غضبى كرام أبوا إلاّ الحياة عزيزة=وإلاّ انتصاراً يملأ الشرق والغربا فما عرفوا طعم الخضوع لظالمٍ=وما أضجعوا منهم على ذلة جنبا وما منهمُ من حاد عن طرق الهدى=وما فيهمُ من هام في نفسه عجبا مضى الدهر مطويّاً ولم يلقَ مشبهاً=لهم في التفادي أو لأخلاقهم تربا فلو أن شعباً سار في الأرض سيرهم=لأصبح في دنياه أكملها شعبا وحين دعاهم للجهاد إمامهم=أتوه خفافاً يسرعون الخطى وثبا وجاؤوه لا يرجون دنياً تضيمهم=يزاحم سربٌ منهمُ للردى سربا يذودون عن حقَّ الحسين وصبرهم=على نكبات الحرب قد ذلَّل الحربا إلى أن قضوا في حومةِ العزِّ والإبا=ضحايا جهاد أشغل الناس والكتبا بنفسي أبيُّ الضيم غودر مفرداً=(وأصحابه قتلى وأمواله نهبى) يزيد ابتهاجاً كلَّما ازداد محنةً=أو ازداد من لقيا منيَّته قربا يشدُّ على أعدائه الكثر شدَّةً=تضعضع في أقواهمُ اللب والقلبا ولم يثنه ثقلُ الحديد أو الظما=عن القوم يسقيهم مناياهم غصبا وما حرّفته عن مناجزة العدى=جراحٌ قد انتابته تنخبه نخبا يقاتلهم فرداً وليس له سوى=حسامٍ يرى في حدَّه الأهل والصحبا تردّى من الإيمان درعاً حصينةً=وجرّد من إقدامه صارماً عضبا عزائمُه جيش تضيق به الدنى=يُروَّع من أعدائه الجحفل اللجبا وحسب الجهاد الحرَّ فخراً بسيّدٍ=غدا وحده لله خالقه حربا وهبه قضى قتلاً فإنّ دماءَه=غدت لسقام الدين حين جرت طبّا هنيئاً لطه أنَّ قتلَ ابنِ بنتِه=سيبقى وإن طال المدى يانعاً رطبا ينادي إلى العلياءَ من يعشقونها=ألا فاز منهم من أجاب ومن لبّى كاظم مكّي حسن البصرة
Testing