أذن بمن في السُرى عن أنسِ حادينا = بنارِ دار علت للهاشميينا
العاقِرين الندى ديناً لضيفهم = والطاعنين الردى عن جارهم دينا
واللابسين نفوساً منذ أن نُفخت = ضيقاً تنازعهم أن يَخلعوا الطينا
ومن إذا ندبوا كانت جماجمهم = لله فيما أرتضى منهم قرابينا
قوم إذا قرروا كانوا لنا سُننا = وإن همُ حدثوا كانوا قرائينا
تنبيك قبل القضا عينٌ لفطنتهم = ما ليس بعد القضَا عيناك تنبينا
أجلّ أهل الورى شأنا وأوقرهم = سمتاً وأعظمهم في هيبة لينا
يكاد يمضي قُبيل الفِعل فعلهم = حَزم لهم سبق التبيان تبيينا
قد أوجب الهم منهم في العلا همماً = تخالها نتقت من فوقهم سينا
واستلزم النص في تعيينهم حسداً = قد قننت بعده الأهواء تعيينا
فقل لشانئنا إذ راح يشتمنا = ألا تكن دون خلق الله شانينا
ولا تظنن في الحلم الذي دأبت = عليه أعرافنا ذلاً وتهوينا
فدون طيرِ المنايا من صوارمنا = قِسيّ ألسنة ترميك سجينا
وإننا معشر ما ظيم سادتهم = لولا فتاوٍ حَوت في الفتنة الدينا
إذا رأتنا الليالي طاش عاقلنا = راحت تقيم على الأحياء تأبينا
فلا وربك لا سارت بنا قدم = إذا عن الحق نكسنا نواصينا
هذي الأيادي مددناها لبيعة من = قد حَق في نصرهم تقطيع أيدينا
كرامة نرخص الأرواح دونهم = ونتلف المال بل نهجوا أهالينا
ونملأ الأرض تبليغاً لمذهبهم = مجالساً صَفدّت فيها الشياطينا
مجالساً قد حكا ذا النون قاصدها = حكاة منبرها في الذكر يقطينا
حينا ندوي بها أفراحهم سيرا = وننشرُ الوعظ في أحزانهم حينا
على شعائرها صِينت شرائعنا = وفي محارمها يربو حوارينا
وعن ندانا لها في الناس إذ حفظت = للدين بيضته ابيضّت نوادينا
فيا هداةً أبى المولى بغائبهم = أن يُخلي الأرض منهم حجة فينا
إني ليمنعني عن حق مدحكم = قواعد منعت في الصرف تنوينا
سألت ربي صلاةً كلما وُترت = عليكم شُفعت في قول آمينا