سجود القيد في محراب العشق
أسمهان آل تراب
وأيُّ أسيرٍ بالقيود يعذّبُ=فتئن حزنا من بكاه وتنحبُ
تسير النياق العجف يحرقها لظى ..=ترانيمِه الحرى , بها تتعذبُ
يناجي بصمتٍ والصغار تحيطه=ونسوته بالهمس خوفا تندبُ
مناجاته (الشاكين) إنْ حزّ قيدهُ=وآلمه ذاك الحديد المذرّبُ
يتمتمُ فيها كلما دارطرفُه=ولاحتْ له في السبي بالذلّ زينبُ
ويقهرُدمع الحزنِ بالصبرِ تارةً=وأخرى يموتُ الصبر,والدمع يسكبُ
تراهُ على تلك المطيّة مطرقاً=يغالب نارالوجدِ والوجدُ أغلبُ
يظنُّعزاءًأنّ في الرأس سلوةً=بها عن جحيم القيد منجىً ومهربُ
فإن رمق الرأس الشريف على القنا=تراه على جمر الغضا يتقلّبُ
وتختزنُ الآهَ الرمالُ وبوحَهُ=فتحسبُه يُملي عليها وتكتبُ
وترمقه ُسُحْبُ السما بتوجُّعٍ=تمنّى لوانّ الصبرَ ديمٌ فيوهبُ
وكم ضمّ نايُ الليل نغْمَ شجونهِ=فباح به لحناً من الغيب يُطرب
فإن بات يرجو اللطف يوماً سمعتَه=يرتّل ب (الراجين) يرجو ويطلبُ
وإنْ طرقَ الخوفُ الفؤادَ سمعتَه=بأنّات وِرد ( الخائفين) يُعذّبُ
وفي آنِ شكرٍ يُسمعُ الأرض والسما=مناجاة حمد ( الشاكرين) فتعجبُ!
أيشكرُ؟ والحزن استبدّ بروحهِ=وجرّحه في قلبه منه مخلبُ؟
أيشكر والدمع السخيّ بخدّه=أخاديدُ تجري الآهُ فيها وتنعبُ؟
أيشكرُ أشباحَ الأسى إذ تحيطُهُ=تدك عروش الصبر فيه وتهربُ؟
أيشكرُ جرحاً خلّف القيدُ نزفَهُ=أم انّ جروح الذلّ في الأسر أصعبُ؟!
ويبقى سؤالاً في فم الكون نابضاً=فلا الكون ينساهُ ولا عنه يعزبُ
إلى أن تناهت ذات فجرٍ لسمعه=ترانيم صوت العشقِ سحرٌ يخلّبُ
يناجي ببوحٍ ل ( المحبين) لحنهُ=يصبّ كؤوس العشق والكون يشربُ
ويسقيه إكسيراً من الحب سحره=يبدلُ ألوان الأسى ويقلّبُ
يعلمه : حبُّ الإله يريكَ ما=يصرفُهُ المولى جميلٌ مُحبّبُ