في مدح أمير المؤمنين (ع)
أحمد بن رشيد مندو الفوعي
تقبل أمير المؤمنين تحيتي = وعهدا عليه الله ربي وخالقي
شهيد بأني في الحياة وبعدها = وفي البعث من تحت الثرى والطوابق
أدين بأن الله لا رب غيره = وأن رسول الله خير الخلائق
وأنك هارون الخلافة بعده = وصاحبها بالبينات الخوارق
وأنك نفس المصطفى ووزيره = وأولى الورى فيه بكل العلائق
ومن كان مولاه فأنت وليه = ومولاه في الاسلام من غير فارق
وأنك نور الله بين عباده = تنير لهم في الدين طرق الحقائق
وحجته الكبرى على كل خلقه = وأنك للاسلام أول سابق
وأنك خير الخلق من بعد محمد = وأعظم فاروق وأشرف صادق
وأقضى الورى في كل دين وشرعة = وأعدل ذي أمر كريم الخلائق
وأنت الفتى من لم يفر بموقف = وشيد دين الله رغم العوائق
سبقت جميع الناس في كل سؤدد = ولم يحرزوا ما حزته من سوابق
ولم تعبد الأوثان بل كنت يومها = لها فوق ظهر البيت أول ساحق
وكنت مع القرآن والحق دائما = امام هدى في غربها والمشارق
ووالد سادات الشباب بجنة = وخامس أصحاب الكساء الشوارق
وأزهد أهل الأرض في كل مغنم = وأشجع مقدام وأبلغ ناطق
فواعجبا مما جرى بعد أحمد = وكان امام الغير غير موافق
وكان بدين الله ثم رسوله = وسمعة أصحاب له غير لائق
قد اتفقوا الا عليك وذا الذي = رماهم جميعا في أشد البوائق
وصيرهم نيفا وسبعين فرقة = وجر عليهم كل تلك الفوارق
وقد أهرقوا من ذلك الخلف بينهم = دما بعضهم بالمرفهات البوارق
مع القول منهم ان وليت زمامها = سلكت بهم في الدين خير الطرائق
فما ضرهم لو قلدوك زمامها = وأنت لها أهل بكل الوثائق
ولكنما الباري بك امتحن الورى = لحك تقي في الأنام وفاسق
فما أنت الا الفرق ما بين مؤمن = وبين سواهم من مضل ومارق
لك اسم أمير المؤمنين عزيمة = ومن ينتحله لم يكن غير سارق
وحزبك حزب الله من كان ناجيا = ومستمسكا دوما بخير المياثق
وحسبك لم يحبك غير موحد = تقي ولم يبغضك غير منافق
حديث صحيح كان كالشمس في الضحى = رواه برغم عنه كل مشاقق
وما الفضل الا ما به تشهد العدى = لدى حكمه يزهو لدى كل حاذق
وكم سؤدد يعزى لغيرك في الورى = ولكن على ممدوحه لم يطابق
عليك ثناء الله يا شمس دينه = اذا ما بدت تسمو على كل شارق
وصلي على المختار والآل كلهم = وكل صحابي لكم لم يفارق