الحزن هل له نهاية؟ الملا عبد الزهراء يوسف المولاني
في رثاء الإمام الحسن العسكري (ع)
الحزن في ديارنا=فهل له نهاية؟
يا سادة الهداية
هلَّ الربيعُ والنسيمُ =هبَّ في ديارنا
والكل في مسرةٍ =والكلُ هبَّ معلنا
وانتفض الوردُ وشاع =السعدُ من أفراحنا
وغرد القمريُّ في =الأشجار من حقولنا
الكونُ إشراق وولى= النحسُ عن بلادنا
والحزنُ ذابَ في= المسراتِ على ضفافنا
من قال أنا سنعيش= الدهر في أحزاننا
لا بد أن نفرحَ، =والفرحة هل تبقى لنا؟!
ماذا نرى نعشاً ترى= هذا الذي مرَّ بنا!!
أم أنه زفاف =عرِّيس، فذاك عرسنا
بل هذه جنازةٌ= ألا ترى المؤبنا
ألا ترى الشيوخ =تبكي حولها واكربنا
كأنما العمامة السوداء= صارت كفنا
و ربما ذاك اليتيم= المبتلى سيدنا
نعم نعم مصيبةٌ =أخرى تدك دارنا
يا سادة الهداية
وهل عرفنا فرحةً =إلا بكم سادتنا
وكم رمانا الدهر= بالسهام في أحشائنا
وكم صبرنا رغم =عمق الجرح في أكبادنا
ما تمت الفرحة =يا ربيع في ربوعنا
العسكريُّ جرحه،= جرحٌ على جروحنا
سار إلى مأتمه= ورزؤه مأتمنا
ألا ترى الرايات تشكو= الفقد في موكبنا
تترجم الولاء و=العشق وتشدو بالمنى
فزمجري يا راية =المحروم في أجوائنا
فكلنا تضحيةٌ و=صيحةٌ من عمقنا
خذ يا أبا المنتظر= الولاء من قلوبنا
وامسح بكفيك بتحنان =على صدورنا
نشكو لك الضر، وهل =في الكون يشكو غيرنا؟!
نبدي لك الحسرة= والحرمان يا نبع السنا
جئنا على العهد و=ما خنا عهود سيرنا
وكم سنأتيك فيا =قلب الحنان ضمنا
يا سادة الهداية
لا زالت الذئاب تعوي= عند هجعة السحر
الناس نامت، و=الظلام راح يقتل القمر
والطرقات انتظرت =كأنما على سفر
وسيد الذئاب ولى= يتقصى في الأثر
سيقتل الأطفال و=الرضع في مهد الصغر
سيبقر البطون حتى= لا نرى نور الغرر
من أي وادٍ يا ترى =غداً سيأتي المنتظر؟
من أي دار سيوافينا= لتحرير البشر؟
الذئب لا زال يجول =الأرض يرمي بالشرر
يقتحم العبَّاد في =قيامهم مع السور
والهم خيرُ حافظٍ =إن شاء يقضي ما أمر
أبدعه من نوره،= أبعده عن كل شر
إذا أتى مخلِّصاً،= ومنقذاً من الضرر
ستغرق الأصنام= في بحاره يوم العبر
ترقبوا طلعته،=بشرى غداً لمن صبر
منتقمٌ، منتصرٌ= على جميع من كفر
يا سادة الهداية