عائشة ومعركة الجمل
أحمد بن رشيد مندو الفوعي
ايا معشر الاسلام شرقا ومغربا = ويا أدباء العصر في عصرنا الذري
سلوا زوجة المختار عائشة التي = قد اشتهرت بالعلم عنه وبالخبر
بأي حديث عنه كان اجتهادها = بحرب علي المرتضى صاحب الأمر
تنادي اقتلوا صنو النبي وصهره = بثأر ابن عفان القتيل بلا وتر
وبالامس كانت تسميه نعثلا = على اسم يهودي وترميه بالكفر
فهل نسيت أي التبرج حينما = رغت هودجا فوق البعير من الخدر
وهل يومها مرت على الحوأب الذي = نهاها رسول الله عن ذالك المر
وهل نبحتها مثلما خبرت به = كلاب عليه وهي في جيشها تسري
وهل هي في ذاك النباح تيقنت = بأن هي من ضراتها ربة البكر
وهل رجعت لما رأته بعينها = بأن هو نفس العسكر الأديب الشعر
وهل هي أم المؤمنين التي غدت = بعهد رسول الله مفشية السر
وما حكم من قد أخرجوها ليخدعوا = بها في سبيل الملك كل امرئ غر
وهل انصفوها حين صانوا نسائهم = ودلوا بها في هوة العار للقعر
غداة أقاموا أربعين شهادة = مزورة كي تستمر على السير
وهل زوجها يرضى بهتك حجابها = واخراجها من بيتها مهبط الذكر
وهل هو يرضاها تحارب صنوه = وناصره المشهور في العسر واليسر
على المرتضى ثارت بجيش عرمرم = وأسدى لها أسمى صنيع لدى الأسر
هم أخرجوها فتنة وهو ردها = لبيت يناديها الكتاب به قري
أريقت دما عشرين ألف موحد = بثورتها في ذالك الجحفل المجر
واقدامها يوم الوغى وثباتها = بهودجها المنصوب كالفلك في البحر
وحسب بني الاسلام ما كان بينهم = به من خلاف مستمر ومن خسر
وما برحت تبكي على كسر جيشها = أمام علي لا على الخطأ المزري
ولو أنها تابت كما الغير يدعي = لما سجدت لما قضى سجدة الشكر
عفا الله عما كان منها وما جرى = وضاعف ما قد تستحق من الأجر