مخاطبا بني أمية ( عليهم من الله ما عليهم )
أحمد بن رشيد مندو الفوعي
أمية خوضي بالضلالة والعبي=وفي غير دين اللات لا تتمذهبي
وعنك ارفعي ستر النفاق الذي به=لعبت على الجهال كي تتوثبي
وعودي لدين الجاهلية وانشري=اباحية ما بين أبناء يعرب
كما كنت قبلا في الاباحة والخنا=وغني على عود الدعارة واشربي
وللهبل المعلوم عجلك فارجعي=وعيثي بأعراض المحارم والعبي
وثوري لأجل الملك واستخدمي الاولى=حميرك كانوا واصنعي اللجم واركبي
ولا تتركي من أجله كل ملحد=نظيرك الا برطليه وقربي
ولا تغفلي عن مثل عمرو ودينه=بما ملكت كفاك قوديه واسحبي
ولا تخجلي من قلة الدين والحيا=اذا رمت فوق العرش أن تترتبي
ومن جملة الاسباب في نيلها اجعلي=قميص الذي قد طم في حش كوكب
وهبي ارفعيها راية عبشميه=ولا تتدعي الاسلام يا ذي فتكذبي
متى كنت للاسلام غير عدوة=وايان ضد الدين لم تتحزبي
اتاك رسول الله بالدين والهدى=وانت من الالحاد في شر غيهب
تخوضين في بحر السفاح لقعره=كما كنت في حال بذالك معرب
فثرت وحالفت الاعادي لقتله=وكنت له أعدى عدو مكذب
وكنت الذي هاجرته من دياره=ولولاك ذاك اليوم لم يتغرب
ولم تتركيه من مواصلة الاذى=وألجأته للحرب رغم التجنب
ولولاك لم ترهق دماء بيومها=وغيرك في الهيجاء لم يتسبب
وكم حاذر المختار اذ ذاك سفكها=وانت لذاك السفك لم تتجنبي
وبغيك في بدر وأحد مكشف=عليه وقد قدت الجيوش ليثرب
ولا زالت في جد شديد لحربه=وحالفت فيها كل دان وأجنبي
وكم قمت في دور لاطفاء نوره=وأظهره الرحمن رغم التألب
ومن سل السيف البغي يقتل بحده=ومن حارب الجبار يقهر ويغلب
ولما أراد الله تنفيذ أمره=رميت من الهادي بسيف مؤدب
أراق لدى الهيجا دماك بحده=ومنها سقى يوم الوغى كل سبسب
ولما رأيت الموت فيه محتما=ومالك منه من مناص ومهرب
دخلت بدين الله كرها لتحقني=دماك من السيف المميت المقصب
وكنت بيوم الفتح منه طليقة=بعفو وغير الموت لم تترقبي
ولا تعجبي من ذالك العفو عنك من=أطائب منماهم الى كل طيب
فقد كان ذالك العفو منكم سجية=وهم أهله في كل شرق ومغرب
ولم تبرحي في قوم أحمد أمة=منافقة في غيك المتلهب
تودين أخذ الثأر منه وحينما=عداك من المختار أقبح مأرب
نهضت لأخذ الثأر من صنوه الذي=يماثله في كل فضل ومنقب
وثرت عليه مثل أول مرة=وقدت عليه كل رجس وأشعبي
وقمت بتلفيق وكذب وخدعة=ولكنها عن دره خدعة الصبي
لكي تدركي ثأرا وملكا وذاك لا=يغيب عن المرء اللبيب المجرب
ومن يدع الاسلام وهو محارب=دعاة له في الناس يأثم ويكذب
وما الفرق بين الرسول وصنوه=ومطلب كلا منهما فرد مطلب
وهل لخروج السامري مبرر=على صنو موسى عند كل مؤدب
وهل قتل عمار ثناك حديثه=عن البغي أم قابلته بالتلعب
ويا للأعاجيب التي كل ما بها=يسير ويسري من عجيب لأعجب
رفعت على هام الرماح مصاحفا=لكي لا تفري في القتال وتغلب
وناديتي في بوق النفاق لتنزلي=عليها خداع للجهول والغبي
متى كنت يوما تأملين بما بها=وانت على ما انت ذات التقلب
وهل يمكن الشيطان يصبح في الورى=نبيا ويغدو غير رجس مركب
أعدت بها صلح الحديبية التي=محوت بها نعت الرسول المقرب
وقابلتهم فيها كأول مرة=بحقد قديم في النفوس مشرب
وأقررت عين اللات من آل أحمد=وحبذك الطاغوت في كل ملعب
فأين رجال الدين غابت سيوفهم=لتأخذ حق الله من كل قطرب
وأين التقى والدين والعلم والنهى=وربك فليسخط عليك و يغضب
على كل من والاك من كل أمة=وحاد عن المولى الوصي المهذب
ومولى الورى بعد الرسول بنصه=بيوم الغدير المستنير العصبصب
لكي الويل حاربت الرسول وصنوه=وقمت بشر في البرية مسهب
وجئت بآل المصطفى وبرهطه=أفاعيل تجري من معيب لأعيب
وما برحت عار وخزيا وسبة=عليك مدى الأيام في كل مذهب
ولم تذكري عفوا لهم عنكي سابقا=ولم تختشي لولا الاباء المؤنب
ولم تبرحي في كل حال أمية=بغير ثياب الشرك لم تتجلببي
أقال لك الاسلام قومي وحاربي=دعات له منهم بدا ومنهم ربي
ودونك آل المصطفى أستصأليهم=بحد الظبا من كل طفل وأشيب
وهل جاءك الاسلام في بيناته=بأن تخرجي يوما على عترة النبي
وهل أحمد أوصاك لا تسفكي سوى=دماء ذوي الايمان في كل أحدب
وولي على الاسلام كل مخنث=طريد بغير اللهو لم يتقلب
وكل ولوع في القرود ودائما=بحضن بغي ذات كف مخضب
وقال لك أنفي الصادقين وحزبهم=وآوي كأمثال الطريد وقربي
وقال أجعليها في الورى كسروية=ودوما دعيها أمرة المتغلب
وقال استبحي دار طيبة واذبحي=بها أهلها واستعملي الفحش وانهبي
وهل قال هبي بالمجانيق واهدمي=بأم القرى البيت العتيق وخربي
فأنت التي لللات عدت وفي سوى=دماء ذوي الايمان لم تتقربي
فلا باب للفحشاء الا ولجته=ومن أتباع الشرك لم تتحوبي
كما كنت قبلا كنت بعدا فشرقي=بالحادك المشهور دوما وغربي
ومادمت عن دين الاله بمعزل=فما لك في الدنيا افتخار بمنصب
وأي افتخار في مناصبك اللتي=بها لم تكوني غير أفعى وعقرب
فثوري على الاسلام في كل لحظة=وسبي الذي جاؤوا به وتعصبي
ولا تتركي ثارات بدر ومنهم=خذي ثأر قتلى في القلب المترب
وذاك الدعي استلحقيه لأنه=زياد وفي استلحاقه خير مكسب
وردي به أحكام ربك دائما=علانية ياذي وعن دينه ارغبي
وفي شيخك الزاني افخري وله ابتغي=بغيا وهذاك الدعي له انسبي
وهل انت يا أمية الا مثله=وليدة عهر ان تعدي وتنسبي
ولو لم تكوني مثله ما ادعيته=فغوري باطباق الخزاية وارسبي
وهل يألف الفحاش الا نظيره=وهل يصحب النمام غير المذبذب
فبعدا لمن يبدو بظاهر أمره=بهيئة ليث وهو في قلب ثعلب
ذهبت بكل العار يا عبشمية=ولم تتركي عار بشرق ومغرب
ولم تخجلي من قتل آل محمد=وسوق بنات الوحي والدين في السبي
ورفع رؤوس الطاهرين على القنا=ولم تعرفي معنى الاباء ولا الأبي
اهذا جزاء العفو عنك بمكة=وما بك الا كان أكبر مذنب
وصير ذاك العفو دارك ملجأ=لكل طليق خائف مترقب
وآكلة الأكباد من فضله نجت=وفيه نجا من كان عندك مختبي
وليس الذي قد كان منك جميعه=من اللؤم في الدنيا محل التعجب
ربيت على الشرك الخبيث وطبعه=وفي أدب الاسلام لم تتأدبي
وعطلت بين الناس كل حدوده=وأحدثت في أبنائه ألف مذهب
ولا تحسبي اسم الخلافة لائقا=لمن في الورى من أحمد لم يلقب
وما تنفع الأسماء منتحلا لها=اذا لم يكنها في سلوك ومشرب
فكوني على الاسلام شر بلية=ونوحي على أيامك السود وأندبي
ونادي أخذنا ثار بدر وبشري=شيوخك قتل الجاهلية واطربي
وصلي وراء المومسات جماعة=وبالنبل فارمي مصحف الله واضربي
ولا تدعي الاسلام الا لدى الذي=يكون حمارا وهو غير مذنب
وعضي على الملك العضوض وبعده=لمثواك في الدرك السعير تأهبي
فتاريخك المشؤوم فيه صحائف=فضحت به الأسفار في كل مكتب
وبأس حياة في الضلال تصرمت=وفي غير أفعال الخنى لم ترحب
عليك من الجبار ما أنت اهله=وأنصارك الأرجاس والمتسبب