هذه القصيدة في الأصل موكبية متعددة الأوزان إلا أنني وجدت في نفسي رغبة بعد كتابتها في إكمالها على وزن واحد فكانت هذه القصيدة، وهي في رثاء الشهيد السيد محمد باقر الحكيم
النجَفُ الأشرف ينعاهُ= وتسيلُ دماءً عيناهُ
بجوارِ عليٍّ قد فُقِدَتْ= مِنْ فعلِ الظالمِ أشلاهُ
أين الجُثة ُ؟ أين الرأسُ؟= أين الصدر؟ وأين يداهُ؟
ويُقَطَّعُ قِطعَاً كحسين ٍ= كي تعرُجَ قِطَعاً أعضاهُ
إنِّي لأرى السيدَ يمضي= تمشي للجنَّةِ قدماهُ
يهوى اللهُ هنيئاً يا مَنْ= يهواكَ اللهُ وتَهواهُ
عشراتُ القتلى زفَّتْهُ= ورسولُ اللهِ تلَّقاهُ
وشهيدُ المحرابِ عليٌّ= بدماءِ المحرابِ أتاهُ
عمَّتُهُ في حِجْرِ الزهرا= والزهراءُ غدتْ تنعاهُ
والحسنُ الزاكي وحسينٌ= في الجنَّةِ شوفاً بكياهُ
أقرأ ُ في عينيكَ حُسَيناً= أسمعُ مِنْ شفتيكَ صداهُ
علماً وهدىً فضلاً وتقىً= قدْ كنتَ وريثَ سجاياهُ
ما غرَّتْكَ الدُنيا أبداً= ولبسْتَ عَبَاءةَ تقواهُ
قدْ جاهدتَ كما جاهدَ في= حربِ يزيدٍ إذا عاداهُ
لم يخشاهُ حسينٌ فأبتْ= نفسُكَ يوماً أن تخشاهُ
يا مَنْ قد جسَّدتَ حسيناً= وخطوتَ على الدربِ خطاهُ
قدَّمتَ ضحاياكَ كما قدْ= قدَّمَ في الطفِّ ضحاياهُ
فحكيمٌ مِنْ بعدِ حكيمٍ= يُنحرُ ويُفارقُ دنياهُ
لا تخشوا إنَّ حكيمَكُمُ= قدْ سمِعَ حسيناً ناداهُ
لبَّاهُ وفازَ بتلبيةٍ= مَنْ كانَ حسيناً مولاهُ
سيُخَلَّدُ كخلودِ حسينٍ= أبداً أبداً لنْ ننساهُ
كمْ عاشَ همومَ الشعبِ وكمْ= عالجَ بالوعيِ قضاياهُ
و تحدى كالطودِ الشامخِ= صدامَ وحِزباً والاهُ
عانى في الغربةِ ما عانى= ورجا أن ينصرَهُ اللهُ
منتصراً قدْ عادَ ولاقَى= شعباً قدْ سُرَّ بلقياهُ
وجهُ مبتسمٌ يتجلِّى= أنوارُ عليٍّ تغشاهُ