يا أوّل نور قد صوّرْ = وبه كلّ نبيّ بشّرْ
إنّا أعطيناك الزهرا = إنّا أعطيناك الكوثر
أبناءُ الزهراء نجومٌ = إذ قيل لشانئك الابتر
فهم أوّل مَن قد صلّى = أوّل من هلل أو كبّر
الجنّة أكبر من وصف = وفواكهها حُسناً أكبر
والزهرا فاكهة منها = ولذا فيها سحر يؤثر
والشعر علا بمدائحها = لا يُذكر شيءٌ إن تُذكَر
أنوار مدائحها تطغى = حتى في الصبح إذا أسفر
وعبير مدائحها يذكو = حتى في المسك أو العنبر
ورقيق مدائحها حرٌّ = لسواها بالملك فلا قر
وجمال مدائحها يبدو = كجمال الروض إذا أزهر
كالورد الأحمر إذ يبدو = يجلس في محراب أخضر
وإذا ما شئتَ لها وصفاً = فالنور لها أقرب مصدر
ولذا في المحشر لا تبدو = حتى بالغضّ لنا يؤمَر
فسنا برق الزهرا سحرٌ = يخطَفُ ألباب ذوي المحشر
ويكاد سنا برق الزهرا= يذهب بالأبصار إذا مر
وربيع مدائحها فيضٌ = من جنبات العرش تحدّر
وبه أرض الشعر ستنمو = وسماوات الشعر ستكبر
وتكاد سماوات الشعراء = بمدح الزهرا تتفطَّر
الزهرا مشكاة فيها = مصباح يا حُسن المنظر
والمصباح إذا ما يبدو = في نور زجاجته مُغمَر
دريٌّ كوكبها يعلو = وبه نور الله تكوّر
يوقَد من زيتونة خيرٍ = وله الله لهذا استأثر
ويكاد الزيت يضيءُ ولو = لم تمسسهُ النار فيؤمَر
نور في نورِ يتجلّى = سبحان الله إذا صوَّر
قد قال لها الهادي قولاً = حسبي هذا وبه أفخر
الباري يرضى لرضاها = وبذا حتى الشانىء قد قر
ويُكنّيها اُم أبيها = وتُخَصّ بآياتٍ أكثر
ويُقبِّل حبّاً إكراماً = يدَها والأمر هنا أبهر
فالهادي لا ينطق هجراً = لا يفعل إلاّ ما يؤمَر