نهر حبٍ .. وولاءٍ=منذ كسر الضلع يجري لن يجفا
فيه عشقٌ .. فيه طهرٌ=في صفاءِ الماء بل أنقى وأصفى
إنّ هذا..والدي قد=غرف الإيمان والاخلاق غرفا
من أبيه .. في صباهُ=قطف الجدُ له الأخلاقَ قطفا
من سناها.. وتقاها=وأبي مما ارتوى روى ووفّى
وكان والدي من أبواهُ=توّرثَ الولاء للبتولة
ورثتُ من ابي كما أتاهُ=ولاءها، سيبقى للكهولة
كنتُ في المهد رضيعاً=يرضع الحب الزُلالا
إن أمي في قماطي=عقدتهُ فاستطالا
صار في الصدر رسوخاً=إن ترى قلتَ جبالا
وتّدَتّهُ فتعالى=في السما نجماً تلالا
في صباي استمعت أُذناي إسماً
له تذعن أطرافي وروحي
ومنَي – رغمَ سنّي – كان دمعاً
هتوناً ويزيدُ من جُروحي
إنما علمني والدي=حبها فهو سبيل النجاة
إنْ عذابٌ حفنا في الحياة=فيقيناً فوزنا في الممات
من أبي خيرُ ميراثٍ جنيتُ=حبُ زهراءٍ سقاني فسُقِيتُ
يا أبي عهداً بأني سوفَ أبقى=في طريقِ المجدِ حتى لو فُنيتُ
فهو دربُ الحق دربُ الصدقِ هذا=وبهِ مذ كُنت في المهدِ رضيتُ
يا أبي أسكنك الله نعيماً=لك أدعو يا أبي حتى أموتُ
أي جرحٍ..سوف أبكي=والرزايا بعد طه لا تُعدُ
أي حزنٍ..حلّ قلبي=فاطمٌ بعد أبيها تستعدُ
بعد حينٍ..وفؤادي=موجةُ الحزنِ به لا لا تُحَدُ
سَيَرَاها..مقلتاهُ=ضمها مكسورةَ الأضلاعِ لحدُ
أي صبرٍ..إن توارت=زهرةُ العمرِ وصار القلبُ وجدُ
على أحضانها شُبرُ يبكي
ويا أُمي يقولُ :كلميني
شبيرٌ عند رجليها ينوحُ
ويا أُماه قال حدثيني
ضجةٌ في الدار هزت=كل أملاكِ السماءْ
أبعِدِ الأيتام عنها=جاءني منهم نداءْ
وهيَ قد قالت وداعاً=ها أبي عنديَ جاءْ
فاستمع مني الوصايا=فلقد حان اللقاءْ
اتخذ من ظلمة الليلِ حجابا
دون ان يحضر من أحرق داري
ثم قبري فليكن سراً دفيناً
وإلى ان يأخذ المهديُ ثاري
ثُمّ فاضت روحها للسماء=ودموعي تتجارى دما
كلُ جُرحٍ في فؤادي نبا=فهي كانت في الحياة بلسما
جسمها الطاهرُ صار الآن ملقى=وعلى المغسل شعت فهي كالنور
غسلها ليس بكافورٍ وسدرٍ=غسلها دمعي،فصار الدمع كافور
قبرها أول قبرٍ في الدياجي=جسمها الأول في الإظلام مقبور
ضلعها المكسور ما صار وحيداً=معها قلبي جريحٌ بل ومكسور
بالأنين..والحنينِ=حولها الكرارُ والايتامُ بانكسارِ
هاجَ شوقٌ..فاضَ وجدٌ=ودموعُ الاهل غيثٌ همّ بانهمارِ
ناظرتهمْ..ودّعتهم=قرأو في عينها أحرف اعتذارِ
أيُ جرحٍ..تشتكيه=وخزةُ المسمار أم لا عصرةُ الجدار
وهي تدعو..وتُنادي=إنني أترك داري نحو خيرِ دارِ
يلوحُ طيفُ أحمدٍ إليها
وتذكُرُ الوصيةَ الأليمة
وصيةً تزيدها جُروحاً
فتذكر المصيبة الأليمة
تذكُرُ المختارَ يبكي=وهو يوصي بالكفنْ
لهُ منهُ ثمّ لي ثم=مَ لبعلي والحسنْ
وحُسينٍ لم يحز من=هُ وقلبي في شجنْ
وحُسينٌ سألتْ عي=ناي والدمعُ هتنْ
يقولُ:إصبري فالصبرُ مفتاح
ومنّي استمعي ما سوفَ يجري
حُسينُكِ شهيدٌ دونَ أكفان
وخيلٌ فوق صدرِهِ ستجري
ثُمّ عادت فاطمٌ من طيفها=ورأت حُزن حُسينٍ قد ظهرْ
لكَ عُذري ولدي هذا الذي=جدُكَ المختارُ وصى وذكرْ
زينبٌ يا زينبٌ عندي وصية=فاحفظي عني كلامي يا بُنية
إن نزلتِ وأخوك الغاضرية=واستَعَدّ الإبنُ كي يأتي المنية
قبّلي نحرهُ عنّي بروية=قبلي ميدانَ خيلِ الأعوجية
ليتني أحضر هاتيكَ الرزية=لأكن بينَ يديه كالضحية
Testing
23ربيع الثاني1432ه
29 آذار مارس 2011م
"أبو سيد حسين"