هَــذا الـحـدِيثُ دَارَ
مَـا بَـيـنـي وَبَـيـنَ
سَـائِـلي
واللهِ مَـــا أجـمـلَ
مَــا قُـلْـتُ لَــهُ وَقَــالَ
لـي
نَـسِـيـمُ جـنَّـاتِ
الـعُـلا خَـريـرُ نَـهـرِ الـعَـسَل
ِ
وَنَهْرُ خَمْر ِ العِشْق ِ
قَدْ صَبَّ الهوى في مَنْزِلي
وَجَـنَّـةُ الـفِرْدَوْس ِ
قَـدْ جَــاءَتْ تَـزُوْرُ
مَـحْفَلِي
والـحورُ و الـوِلدانُ قَـدْ جَــاءوا لـنا فـي
عَـجَل
أنـغـامُ أمــلاكِ
الـسَّما بــصـوتِـهـا
الــمـهـلِّـلِ
والـمـلأ ُ الأعـلـى
أتَـى بــهــيـئـةِ الــقَــوافِـل
ِ
أغْـصَانُ طُـوبى
نَـزَلَتْ أكْــرِمْ بـهـا مِـنْ
نَـازلِ
وظـلَّـلَـتـنـي
حِــيـنـمَـا ذَكَــرْتُ مَــوْلاي
عَـلِي
فَــــذكـــرُهُ
عِـــبَـــادَةٌ كَـالـصَّـوْم ِ وَالـنـوَافِل
ِ
يَـسـألني الـسَّائلُ
عَـنْ شــيءٍ مِـن الـفَضَائِل
ِ
فـانْـفَـتَحَتْ
قَـرِيـحـتيْ وراحَ يَــشــدو
بُـلـبُـلي
تـغـريدةَ الـعِشْق
ِالـتي تـهـيمُ فــي الـقُرُنْفل
ِ
غـــرَّدَ أحْــلَـى نَـغْـمَة
ٍ مِـن خَـير شِعرِ الغَزَل
ِ
يُــغَـازِلُ الـعَـينَ
الـتـي تَـرصِـدُ خَـيـرَ الـعَـمَل
ِ
مـا فُـتِحَتْ مُـذْ
خَرَجَتْ مِـن بـطن ِ أمّ ٍ حامل
ِ
إلا عَـلَـى بَـيْـتِ
الـهُدى بــيــت ِ الإلــــه ِ الأوَّل
مَا أشْرَكَتْ في طرْفَة
ٍ أو نَــظَــرَتْ لـبَـاطِـل
ِ
عـيـنٌ بـحُزن ٍ
سَـهَرَتْ فــي دَوحَــة ِ الـتَّـبَتُل
ِ
تُــعــانـقُ الآفـــــاقَ
و الأنْــفُــسَ بـالـتـأمُّـل
ِ
تـسـيلُ فــي الـعُصُور
ِ بـالـدُمُوع ِ والـمـناهِل
ِ
فـتـرتـوي الأرضُ
مِــن الـجَـنُـوبِ لـلـشَّـمائل
ِ
حَـتـى إذا مَـرَّتْ
عَـلَى جُـمُـوْد ِ تـلْـكَ الـمُقَل
ِ
تَــفَـتَّـتَـتْ
صُــخـورُهـا تـفـجَّـرتْ كـالـجـدْوَل
ِ
عـين ٌ غَفَتْ حِينَ
فدَتْ أحـمـدَ خـيـرَ الـرُسُـل
ِ
مـا قـرَّتِ الـعينُ
سوى عـلى سـرير ِ الـمقتل
ِ
وكـــمْ تـمـنَّـتِ
الـفـدا لــلـقَـائـدِ الــمـبَـجَّـل
ِ
تـبحثُ فـي الليل ِ
عَن الأيــتـام ِ و الأرامـــل
ِ
وتــــمـــلأ
الأنــــحـــاءَ بــالــورودِ
والـخَـمـائِل
لا تــعْــرِفُ الــنـومَ
إذا رَأتْ دُمُــوْعَ الـسَّـائل
ِ
عــيـنٌ إذا مَــا
لـمـعَتْ في الحرب ِ للجَحَافِل
ِ
تُـرعـبُـهمْ بـنـظرة ِ
ال بُــركــان ِ والـــزَّلازل
ِ
عَــيـنٌ عـلـى
أهـدابِـها تَــرى شُـمُـوخَ الـجبَل
ِ
تــــرى بــهـا
مُـــرُوْءَةَ الـشَّهْم ِ بيوم ِ الجمَل
ِ
إذْ أرجــعَ الـكَـرَّارُ
مَـنْ كـرَّتْ عـلى خَير ِ
وليْ
سَــالــمــة ً
كَــريــمـة ًحَـتَّـى أتــتْ لـلـمنزل
ِ
وواصــلَ الـبُـلبُلُ مَــا
ِ يـحـلو لــهُ مِــن
غَـزَل
فَــغَـازلَ الــيـدَ
الــتـي بِــذِي الـفِـقَار ِ
تـعـتلي
فـتـقتلُ الأبـطـالَ
بــلْ تـجـتـثُّ كـــلَّ
بــاطـل
يــدٌ لـهـا جـبـريلُ
قــدْ أعـطى وِسَامَ البَاسِل
ِ
لا سَـيْفَ إلا ذو
الفقارِ، لا فـــتــى إلا
عــلــي"
فــي بـدرَ كـانتْ
بـدْرَهُ رُغْــمَ الـظـلامِ
الألـيَـلِ
واخـترقتْ فـي أحْدَ
ما قـدْ أغـلقوا مـن
سُـبُلِ
فـنـافَـحَـتْ
ودَافَــعَـتْ سـدَّتْ عـظيمَ الـخلَل
ِ
وهـي الـتي قـدْ
جدَّلتْ عَــمْـرَاً بـشـرِّ مـقـتل
ِ
ومَــرْحَــبَــاً
بــضــربـة ٍصــارَ بـنـار ٍ
يَـصْـطَلي
قـدْ فَـتحَتْ فـي خيبر
ٍ حِـصْـناً وأعَـتى
مَـعْقَل
يـــدٌ إذا مَـــا
حَـكَـمَتْ فـالحكْمُ حـكمُ العادل
ِ
لـو صـارتِ الـدُّنيا عَلَى شَـكْـل ِنـقـود ٍ
وحُـلـي
مـــا عَـصَـتِ اللهَ
لـهـا ولـــو بـقـدر ِ الأنـمـل
ِ
نَـعَـمْ يَــدٌ قــدْ
حَـفَرَتْ قُـــدوةُ كـــلِّ عَـامِـل
ِ
تــزرعُ أشـجـاراً
لـكـي تــرَى بَـصِـيصَ
الأمَــل
وتُـطـعمُ الـفـقيرَ
مَــنْ ذاقَ ثــمـارَ الـحـنظل
ِ
تُـخـفِّفُ الأثـقـالَ
عــنْ ظـهْـر ِ فـقـير ٍ مـثقل
ِ
يـــــــدٌ إذا
وَزَنـــتَــهَــا بـمـا أتَـتْ مـن عَـمَل
ِ
بـالـثَّـقَـلَين ِ
رُجِّــحَــتْ بـالـقُـربِ والـفـضائل
ِ
قَــدْ بُـحَّ صـوتُ
بُـلبلي مـن الـصَّفير ِ الأجمل
ِ
قَـــدْ قُـطِـعتْ
أوتــارُهُ مِـنْ شَـرْحِهِ المفَصَّل
ِ
قــدْ دَخَـلَ الـبَحْرَ
وَقَـد ْأصَــابَ بـعـضَ الـبلل
ِ
رجــب 1430هـجـرية