لله للناس للذكرى لمن عبروا - في السيدة زينب (ع) السيد جعفر الفرزدق الديري
لله للناس للذكرى لمن عبروا=للساهرين وفجر الله ينتظرُ
للرابضين على الثكنات ما برحوا=حتى لقد ضاق في أرجائه القمرُ
للواثبين الأولى شنّو الحياة على=رجس من العيش تحلو دونه الحفرُ
للمجد للراية الحمرا لكل دم=فاضت به الأرض حتى هلّل المطرُ
تأتي كسيل هوى عزما وتضحية=وترتمي ورؤوس الكفر تندحرُ
رفّت على الكون ذكراها فما خمدت=فالسعد عن جنبها والعز والخفرُ
فهي الكريمة نور الله في دمها=وهي العقيلة لم ينظر لها بشرُ
ومن لها في سراط الحق ألوية=ترمي كهوف المخازي فهي تنحسرُ
أزينب الطهر يا مسبية نثرت=دم الشهيد فطافت في المدى النذرُ
ردي عطاياك بنت الحق وانتصبي=ثأرا ومرّي على الأفلاك تنسدرُ
فأنت أنت التي في الروع كنت على=طام من الشوك لم يثبت له قدرُ
وأنت أنت التي في الكون رايتها=تمتد كالشمس اذ يعشى بها البصرُ
وأنت انت التي شاء الجليل لها=أن تقطف الخلد من أفيائها السيرُ
وأنت أنت التي قد كنت من ألق=وجه السماء متى شعّت بها الدّررُ
وأنت أنت التي باسم الحسين سرى=منك النذير الى الآفاق ينتشرُ
وأنت أنت التي للسبط كنت كما=كان الحسين لشرع الله ينتصرُ
وأنت أنت التي واسيته بشا=قلب كما البرق لم تهدأ له فكرُ
وانت أنت التي عن شمل أسرته=لم تنثني وخيول الشرك تنحدرُ
وأنت أنت التي ما مرة نثرت=شعر المصاب ولا أزرى بها الحذرُ
وأنت أنت التي شعّت لها قبب=مدى الزمان اليها يضرب البشرُ
ذكرى الحسين على الأفواه يبعث في=صدر الوجود المعالي وهي تزدهرُ
وثم ذكراك للأحرار موعظة=وجمرة في فؤاد الدهر تستعرُ