أظبي الردى أنصلتي وهاك رويدي
ديوان السيد حيدر الحلي
أظُبي الردى أنصلتي وهاك رويدي=ذهب الزمان بعَّدتي وعديدي
نشبت سهام النائبات بمقتلي=فلحفظ ماذا أتقي عن جيدي
ماذا الذي يا دهرُ توعدني=به أو بعدُ عندكَ موضعٌ لمزيد
طرقتني الدنيا بأي ملمة ٍ=ذهبت عليَّ بطارفي وتليدي
ما خلت رحب الصبر حتى فاجأت=عنّى يضيقُ وفيه رحب البيد
الآن أصبح للنوائب جانبي=غرضاً وشملُ قوايَ للتبديد
طلعت على َّ الحادثات ثنيَّة=لا يُهتدى لرتاجها المسدود
وإلى َّ قد طلعت ذرى ً من=شاهقٍ لا ترتقي هضباته بصعود
فنزعن من كفيَّ قائمَ أبيضٍ=أعددته للقا الخطوب السود
قد ملتُ نحو الصبر حين فقدته=فإذا المصابُ بصبرى َ المفقود
أفهل أذودُ الحادثات بكفيَّ=الجذاء أم بحسامى َ المغمود؟
عجباً أمنتُ الدهرَ وهو مخاتلى=ورقدتُ والأيامُ غير رقود
وأنا الفداء لمن نشأتُ بظلِّه=والدهرُ يرمقني بعين حسود
لم أدرِ ما لفحُ الخطوب بحرّها=وهواجرُ الأيام ذات وقود
ما زلتُ وهو على َّ أحنى من=أبي بألذِّ عيشٍ في حماه رغيد
حتى رماني في صبيحة نعيه=أرسى بداهية ٍ عليَّ كؤود
ففقدتهُ فقدَ النواظر ضوءها=وعجبتُ عجّة مثقلٍ مجهود
ما لي وللأيام قوض صرفُها=عنّي عمادَ رواقي الممدود
عثرتْ فجاوزت الإقالة عثرة ٌ=وطئت بها أنفى وأنفَ الجود
ومضتْ بنخوة هاشمٍ وإبائها=فطوتهما والصبرَ في ملحود
حملت بكاهلها الأجبّ لفقده ثقلَ=المصاب وركنها المهدود
وشككت مذ تحت الضلوع قلوبُها=رجفت صبيحة َ يومها المشهود
أبه نعى الناعي لها عمرو العُلى=أم شيبة الحمد انطوى بصعيد
فكأنما أضلاعُ هاشم لم يكن=أبداً لها عهدٌ بقلب جليد
ما زال يوعدها الزمان بنكبة ٍ=صمّاءَ تأخذ من قوى الجلود
حتى أطلَّ بوثبة ٍ فتبيَّنت ذاك=الوعيدَ بيومها الموعود
لم تقضِ ثكل عميدها بمحرمٍ=إلا وأردفها بثكل عميدِ
يبكى عليه الدينُ بالعين التي=بكت الحسينَ أباه خيرَ شهيد
إن يختلط رزءاهما فكلاهما=قصما قرَا الإيمان والتوحيد
وأرى القريض وإن ملكتُ=زمامه وجريتُ في أمدٍ إليه بعيد
لم ترضَ عنه غيرَ ما قدَّرته=في مدح جدّك طاهراً في الجيد
أمنت حشاشتُك الروائعَ لا=تخف جورَ الزمان على َّ بالتنكيد