درى لا درى دهر ذممنا طباعه
ديوان السيد حيدر الحلي
درى لا درى دهرٌ ذممنا طباعَه=لأيّ حمى ً يا راعه الله راعَه
وأيّ عليٍّ ساق للنزع نفسَه=لقد كابدت نفسُ المعاني نزاعه
وأدرجت التقوى بأثناء بردِه=وأزمع خيرُ الأرض عنها زماعه
مضت ليلة ُ الاثنين عنه بواحدٍ=له في النهى مرأى ً يفوق سماعه
تفرق شملُ الصبر ساعة بينه=وأقبل شملُ الهمِّ يبدي اجتماعه
طوى يومُه بشرَ الزمان=بهاءه بشاشتَه ابهاجه والتماعه
وغادره ما عاش ينشر رزءه=جديداً فيبكي ثكله وانتجاعه
أصاح بماذا يملك الجلدُ جفنه=على الدمع أو ينهى الحليمُ التياعه
ويطرد في أيِّ الرقى ماردَ الجوى=ويحوى لديغ الهمِّ فيها شجاعه
وكيف وأنّى والتماسك و=الذي به يشتكى كلٌّ أجدّ وداعه؟
سل "الحلة الفيحاء" عن عقد=نحرها أتعلم منها الدهرُ أين أضاعه؟
نعم سامه فابتاعه الموتُ بالجوى=ويا ربحها لو تستطيعُ ارتجاعه
مغمّضه مهلاً أتحفظ للتقى=بكفيك جفناً ما أعفَّ ارتفاعه؟
وغاسله رفقاً فمن جسد العُلى=تقلبُ جسماً ما أشقَّ انتزاعه
ورادَعه طيباً ألست بناشقٍ=على جسمه طيبَ التقى ورداعه
وحامله في النعش دونك فاحتمل=به النسكَ إن النسكَ كان متاعه
ومضجعه في لحده أضجع التقى=به فهو يهوي مع أخيه اضطجاعه
وباكيَه لا تبكي بالدمع وحده=بلى بدم الأحشاء مدّ اندفاعه
وراثيَه إنَّ الكلام لضائقٌ بعظم=الجوى بل لا يضيق استماعه
نعم إن غدت منه خلاءً فهذه=بقيته في المجد تعلو يفاعه
بهمته تسمو إلى شرف العُلى=وتبسط في كسب المعالي ذراعه
مضى وهو البدرُ المنير و=أنجموا بأبراجه شهباً كساها شعاعه
أطايبُ قد حلُّوا من العزِّ ربعه=فعطَّر طيبُ الفخر منهم بقاعه
فصبراً بني التقوى وإن كان=رزؤكم عرى الدهرُ منه ما أراع ذراعه
لنا ولكم حسنُ العزا عن=أبيكم بخير أبٍ سرَّ الندى قد أذاعه
هو الخلف المهديُّ من في=جبينه بدا للهدى نوراً يزين التماعه
ولم تتبع في الإقتداء به الهدى=بلى أوجب اللهُ العظيم اتبّاعه
أبو سادة ٍ لو حلَّق النسرُ طائراً=لنيل ذرى عليائهم ما استطاعه
«فجعفرُ» فضلٌ صالحٌ و«محمدٌ»="حسينٌ" حبا "المهديّ" كلٌّ طباعه
فروعُ فخارٍ رشحتّها أصولها=لمجدٍ تمنّى المجدُ منه ارتفاعه
لهم حسبٌ لو كايلوه بنو العُلى=بأحسابهم فخراً لما كِلنَ صاعه
أبا صالحٍ كم مبهماتٍ جلوتها=وملتبسٍ منها كشفتَ قناعه
سنا البدر قد أطفا سناك شعاعه=ونورك ذا فيه رأينا انطباعه
هل المجدُ إلا ما رفعتَ عماده=أو الجودُ إلا ما تجيد اصطناعه؟
وأعجب شيءٍ أن يطاول فاضلٌ=علاك ومنك الفترُ يفضلُ باعه
وكيف الفضا في عظم فخرك لم=يطقْ أفخرُك قد أعطى الفضاءَ إتساعه؟
تُراجعُ أعطاء الكثير ولا كمن إذا=هو أعطى النزرَ ودَّ أرتجاعه
سلمتَ لدين الله ترأبُ صدعه=وتحفظ ما منه سواك أضاعه
ولا زلت غيث اللطف يمنح ضرعُه=ضريح "على ّ" درَّه ورضاعه