شعراء أهل البيت عليهم السلام - نهج الحسين أب وأمّ للهدى (كربلائية 1432ه)

عــــدد الأبـيـات
48
عدد المشاهدات
3335
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
25/12/2010
وقـــت الإضــافــة
10:35 مساءً

نهج الحسين أبٌ وأمٌ للهدى زحفوا ألوفاً للحسين بكربلا=كي يقتلوا القرآنَ والإسلاما كي يقطعوا نحرَ الصلاة وروحها=كي يدفنوا التطوافَ والإحراما كي يسحقوا نبض الزكاة بظلمهم=ومن الصيامِ يجرّدون صياما كي يثكلوا قلب الشريعة بالهدى=كي يرجعوا الأنصابَ والأصناما ليقيّدوا العدلَ الفتيَّ بظلمِهم=حتى يعودَ كأنّه ما قاما زحفوا ألوفاً مثلما زحف الدجى=ليضخَّ في وجه الحياةِ ظلاما زحفوا لنصرة كأس خمرٍ مترعٍ=هامت به شفةُ اللعين هُياما زحفوا لنصرة قردهِ وكلابِه=زحفوا ليبقوا عنده أغناما! جاؤوا بقعقعة السلاحِ وجلّهم=يدري الحسينَ مطهّراً وإماما يدرونَ أنّ المصطفى بجبينه=لكنّهم سلّوا عليه حُساما ! يدرون بالفردوس رهنَ ولائه=لكنّهم ملأوا البطونَ حَراما يدرون أنّ الحقَّ حادي ركبِه=لكنّهم منحوا الضلال زِماما جاؤوا يرومون الحياة وزيفَها=وبريقَها الخدّاع والأوهاما لو أنهم نصروا الحسينَ لأحرزوا=فوق المنى الفردوسَ والإنعاما صلّوا! ألم يتفكّروا؟! فعلى الذي=جاؤوا لقتله يقرؤون سلاما !! ضلّوا كأنعام أضاعتْ دربَها=والذئبُ ينشدُ تلكمُ الأنعاما يبكي الحسينُ عليهمُ إذ إنهم=في قتله سيُضرَّمون ضِراما عجباً لرحمته! كذا عجبا لهم=كم في قباله يصبحون لئاما! يدعوهمُ كي يرجعوا عن غيّهم=ركبوا العنادَ ولم يطيقوا كلاما ردوا عليه بألسنٍ مسنونةٍ=بل أمطروه حجارةً وسهاما! عبدوا هواهم، إنّ مَن عبَدَ الهوى=سيرى الشفاءَ من السَقام سَقاما! أرخى عنانَ المجد سِبطُ المصطفى=ورأى الحمايةَ للصلاة حِماما أعطى النفيسَ بل النفيسَ جميعه=أضحى لناصية الفدا رسّاما جعل النجوم مواطئاً لدمائهِ=فوق السموّ إلى الخلود تسامى صنعَ الحياةَ بنحره وضلوعه=واشتق من وسم الإباء وساما ليست حياة المرء مافوق الثرى=ليست هي الأيام والأعواما إنّ الحسين حياتُه فوق المدى=قد أعجزتْ بعطائها الأقلاما نحبو إلى وصف الفداء بأسطر=تبقى أمام إمامنا أقزاما نهج الحسين أبٌ وأمٌ للهدى=إنّا بلا نهج الحسين يتامى تبكيك عيني لا لأجل مثوبة=بل هام قلبي في هواك هُياما أبكيك أنك للجمال جماله=وبأنّ ذكركَ عطّر الأياما لولاك ما بقي الربيع بمقلتي=كلا ولا بقي السلامُ سلاما أنا ما شهدتُ الطفّ لكن أدمعي=ظلّت كأني قد شهدتُ سِجاما عِظَم الفجيعة كان أعظم منطقاً=ممن روى الأحداث و الآلاما نتهجأ الطفّ الأليم بفكرنا=يبقى يحيّر عندنا الأفهاما يومٌ تفرّد في الوجود وجوده=قد جاوز الأفلاكَ و الأجراما هذي الدموعُ خُطىً إليه لعلنا=نأتي الضفاف لنشحذ الإلهاما مَن لي بشِعرٍ يرسم الحدث الذي=لو قيل قد جعل الجبال رُكاما أو قيل قد عقم الربيع بُعيْده=والشمسُ صارت لا تزيل ظلاما والسعد جفّت وجنتاه ولم يعد=في العيش ذاك المشرقَ البسّاما لو قيل ذلك ما تعجّب مؤمن=أو خاف لو يحكي بذاك ملاما فالطفّ لولا شاء ربك حكمةً=لغدا ابتداءُ الكائنات ختاما لهفي عليه مقطّعاً أشلاؤه=ملأ القلوب تماسكاً ولحاما لهفي على الظمآن يسقي نبعُه=عطش القلوبِ ويحفظ الإسلاما أأبا الإباء، ولم يكن له من أبٍ=حتى مجيئك فاستطال قياما أأبا الفداء، وما تركت لمفتدٍ=شأواً يُطالُ ولا تركتَ زماما هذا الختام، وما بدأتُ بفضلكم=حتى أسوقَ لما بدأتُ ختاما نبع المكارم كلّها لو قد نأى=عنه الكِرامُ فلن يكونوا كراما
Testing