عند منبر الرسول - ذكريات تتسلق الشوق ادريس عبدالباقي آل قمبر
المصلون اشجار تعانق التراب في حضرتك يا سيد الخلائق
وانا خيمة نصبة نفسها فوق السجاد الملون تنظر نحوَ كل زاوية في المسجد
علها ترى طيفك تارةً راكعا تصلي بين الناس وتارة أخرى بين الفقراء تضمد اوجاع قلوبهم التي
جففتها الصحراء
يتحلقون حولك كعبة تمشى على الارض يستقون من نميرك زمزما يطهرهم من ادران الجاهلية
فأنت «محمد / الماء»
الذي يمشى بين القلوب ,فتهتز وتحيا ... تبرعم وتزدهر... تنطلق الى رحاب الله
براقاً يقطع الدرب
****
عند محرابك
تتسلقني الذكريات
.
هنا
طفلين يتطايرون بين يديك
فرشتان من النور
تقبلان الازهار الساكنة على منكبيك
في حضرة الرب
***
تحضرني «لوحة/قصة» للكساء ,فأتنمى لو كنت خيطاً طرز في حواشية
او ابريق ماء حاضر في احدى الزوايا هذه «اللوحة /القصة» التي شهدتها ملائكة السماء
حيث «فاطمة / الجنة» تدثر «محمد / الماء»
تحت الكساء
الذي تمنيت لوكنت خيطا طرز في حواشيه
والعطري النبوي يتشبعه الهواء في لهفةٍ عارمة
فإذا الرياحين في انشداد الى الماء
يا «جنة» هل جدي هنا
نعم
.
.
يا ليتني ابريق ماء حاضر هنا
فعانق الماء ريحانتين
تحت الكساء
وبينما «علي / الحق» يجفف الجبين من تعب الخبز
تعبق في رئتية عبير النبوة
فيسرع للجنة في شوق الى الماء
يا جنة هل حبيبي هنا
آه آه
يا ليتني ابريق ماء حاضر هنا
واكتملت اللوحة
فأذا
الماء والجنة والحق و الريحانتين
كلهم تحت الكساء الذي تمنيت لو كنت خيطا طرز في حواشيه
او ابريق ماء حاضر في احدى زويا هذه «اللوحة/القصة» الملائكية
لست من يرقى للحديث عنك ولكنه الشوق يا حبيب قلوب العالمين:
سأهجرُ كلَ التراب و امضي اليك=على ناقة العشق يا سيدي
سأحدوا المشاعر بالشوق حتى=تفيض العيون بدمع ندي
ايا ساكناً في قلوب الخلائق=من قبلِ سكناكَ للمسجدِ
تجمدتُ عن كلِ عشقٍ سوى=عشقٌ لقلبك لم يبردِ
وما كنتُ اطربُ الا لمنْ=يجيدُ النشيدَ على احمدِ
اتيتُ اليكَ خلي الوفاضِ=امدُ فؤاديَّ قبلَ اليدِ
واكممتُ ثغري فلا ناطقاً=سوى الشوقُ يلهبُ كالموقد ِ
لعلمي بأنكَ تدري بما=يراوحُ قلبي وما يغتدي
اتيتُ اليكَ بلا موعدٍ=ويحلوا اللقاءُ بلا موعدِ
اتيتُ وقد قيدتني الذنوبُ=فهل تفكك القيدَ يا مقصدِ
فأنتَ الذي قد قبرت الظلام=واشرقتَ في الخلقِ كالفرقدِ
فلولاكَ ما كانَ نور هنا=ولولا وجودكَ لم نهتدِ