موري بآفاق الشهادة موري=و تكاملي في وترها الموتور
و تعلمي بوح الجراح و همسها=بمضايف التهليل و التكبير
و استلهمي إشراق عزتها التي=فاقت صروح العلم و التفكير
و ترنّمي في عشقها و خصالها=بالشعر و الخطرات و التصوير
ما كان في الأكوان أن تتعلمي=من دون فيض مدادها المبرور
أو كنت ترتفعين في ألق الضحى=في عزة و كرامة و حبور
من دون جرح واصل لنزيفها= متدفق بين الكلوم غزير
يا أمة صنع الحسين شموخها= سيري لآفاق الكرامة سيري
و تألقي و تفاخري و تعطري=وتقاطري كاللؤلؤ المنثور
عيشي بمهجة قائد في أمة= بل أمة في قائد منصور
و تعلمي فن الشهادة راقيا= و استيقظي من رقدة و فتور
و دعي التخاذل و التكاسل جانبا=و تحرري من عتمة الديجور
و تعلمي من كربلاء حكاية= أصداؤها تبقى ليوم نشور
للعز مدرسة تواتر فيضها =و العز لو تدرين خير مصير
لا تبخلي فدم الحسين مناهل=بل كوثر صاف غداة هجير
و ترقبي عينيه تخترق المدى =في ومضة للغيب و التنظير
هو عالم أن الديانة تنقضي= ما لم يجد بالنفس و المذخور
يدري بأن الدين ينبذ شرعه=و يضيع بين ملفق و حقير
هيهات تطرقه المذلة مسلكا =أو يستكين لنهجها المحظور
سبط النبوة و الإباء ربيبه =بمنازل القرآن والتفسير
ورث الإمامة من علي رافضا=ألوان كل الظلم و التغرير
و تلا الطهارة من سماحة فاطم=و مكارم الأخلاق مثل شبير
و يرى مبايعة الدعي مهانة =فهو الجهور بفسقه المشهور
هل كان يأمل من يزيد سيدا=وسط الغناء بقينة و خمور
أم كان يسكت والذمام مضاعة=في كف أخسأ حاكم و أمير ؟؟
عاث الفساد فأقدمت برعودها=للجاهلية موجة التدمير
لا الشرع شرع الله في أحكامها=بل لعبة في قبضة السكّير
فأتى بثورته الأبية للورى= بيضاء تشرق مثل شمس النور
و بمهجة خلاقة و عزيمة =ثورية في خطها المبرور
و اتى ليعلن للجميع شهادة= و يقولها من نحره المنحور :
ما النصر للسيف المخضب بالدما=أو للسهام و سمها المسعور
ما النصر للجيش اللهام مظفرا=إذ سار وسط عجاجه المغمور
بل للدماء يضوع من نفحاتها= كالروض يعبق في انتشاق عبير
في غرة العباس نصر خالد =و بكفه أنشودة التحرير
و بنور طلعته الوجود متيّم= يروي القصيد بدمعه المنثور
لله درك يا كفوف أشرقت =مثل الأزاهر و اكتمال بدور
و الراية الخضراء تهتف للدنا= نحو الجهاد بخفقها المشهور
ما النصر إلا للحسين و رأسه=و لصدره المتفتّت المكسور
بالأهل والولد العزيز مضحيا= حتى الرضيع بمهده المهجور
و تجللت فوق الهضاب سحابة=تنأى و تقرب فوق كل أثير
و حملت قربان الدماء ميمّما=شطر الإله لجنة و قصور
في خير أصحاب و خير أخوة=يوم الطفوف تسابقت للحور
للأكبر الآتي على حكم القضا=في جسمه المتبضع المعفور
و إلى النساء بسبيها و عنائها=فوق العجاف بحرقة و زفير
و إلى الخيام المحرقات بنارها=و إلى المكبل بالقيود أسير
يا ثورة صاغ الزمان وجودها=في كل قلب نابض و صدور
يجري على وقع الخلود نميرها =فيطيب للأكوان كل نمير
فإلى الحسين و نهجه و عطائه=و بوتره المتكامل الموتور