شعراء أهل البيت عليهم السلام - رسائل إلى صاحب العصر و الزمان!

عــــدد الأبـيـات
0
عدد المشاهدات
2368
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
16/11/2010
وقـــت الإضــافــة
8:00 مساءً

1
"من المقموعين قهراً ...":
أجنحة الليل تسلب الأرض سواد عينيها و يزهر الدمع على أرصفة الوجع!..
تنطفىء عيون الكون في قناديل الصدور لتنصهر بالريح حاملة إليه أسرار المطر!..
يبكي الليل من شدة الوحدة..يبكي الليل من شدة الوحشة..و يسيل على المرايا المنسية أصداءً قديمة لأصداء جديدة!!..:

"أرخى الظلام عباءته... و أيقظ جرحي!
أذكى الحنين شرارته... و أشعل نوحي!
و امتطى الوجع ليل الهموم!
و انتضى الغيم سيف الغموم!
ليسقط المطر من عينيّ!
و تعصف الريح من رئتيّ!
وحيدٌ أنا فمن يرشدني لأمّ الطريق
و يزيل عن صدري عذابي السحيق!
أسيرٌ أنا فمن يكسر قيدي العتيق
و ينزع من قلبي قهري العميق!
...
أجبني..
أجب شكواي الجريحة!
أجبني..
أجب نجواي الذبيحة!
هل لي إليك سبيلٌ
يا بن أسرار الخليقه
هل لي إليك دليلٌ
يا بن أنوار الحقيقه!
أعذني..
من الذلّ..أعذني
أجرني..
من القهر..أجرني!
شقّ السكون و خذني
إلى لقياك
خذني
حيث ما تدعو فدعني!
أنيناً تعمّد من صداك!
تراباً تطهر في هواك!
غباراً في دربك
الأبدي
يهوي
حيث ما تسمو خطاك!!"

2
"من القابضين جمراً...":
تظمأ الدماء.. تتحرّق كالليل العاشق.. تمزِّق قلبها الملهوف فوق حبَّات الرّمال..!
تظمأ الدماء..تتأجّج ناراً.. تدورُ و تبقر بطون الصحارى..تهبُّ, تفتّش في عيون المدى عن صدى نسمة..عن أثر كلمة!
تظمأ الدماء.. تدمي نفسها ظمأً..تتكمّش بالآهات و الذكريات..فالظمأ لا يطفئه إلا الظمأ..و الدماء لا ترويها إلا الدماء!..و الدماء لاتصدح إلا بالدماء..:

"أدمت جراح الليل أحلام القمر!..
أدمت هموم الريح أغصان الشجر!..
أدمت قروح الطين أحزان المطر!..
نحيب التراب دماء!
عويل السماء دماء!
و قلب الحياة انفطر!
بفيض الدماء!
و حلم الحياة اندثر!
ببحر الدماء!
و كل الدماء.. نداء!
في كل البلاد ..نداء!
في كل السماء.. نداء!:
مولاي أنهكنا عضُّ القيود!
مولاي أرّقنا لسع الجمود!
مولاي أغرقنا نزف الوجود!
ببحر أدمعنا
و هدّ السدود
فوق أضلعنا
مولاي خلّصنا..فإنا للفناء!
مولاي أدركنا..فإنا كالهباء!
و كل ما نحكي.. هباء
و كل ما نشكو.. هباء!!"

3
" من المُترَعين ظلماً... ":
عندما تتهاوى النجوم الأخيرة, تلفظ الأرض أنفاسها الأخيرة!..
عندما تذوي المرايا القديمة, يلتف القمر على كل الأزمنة الذبيحة ليقطف من أفواهها أفئدة الإنتظار!..
عندما تدفن الآمال الدفينة رأسها في تراب النسيان و صدأ السنين و تجمّع أنفاسها لتغصّ باللهثة الأخيرة!..ينبلج السؤال و يفترش الحقول: ...إلى متى ؟!
إلى متى؟...إلى متى ستظلّ أسنان الليل المرتعبة تسحق لهيب الغضب؟..إلى متى ستظل الآلام تنهش من جسد الزمن؟!...إلى متى سيظل الصمت الأسود يسدّ شرايين الحياة؟!...
إلى متى ستظل الأرض تصرخ "إلى متى"؟!..:

"الثلج يهوي..
على وجعي يهوي!
يجمد الزفرة في الأعماق!
و يخنق العبرة في الأحداق!
و يذوي..
الثلج يهمي..
على ولهي يهمي!
يصارع الدمع و اللهثات!
يروّع الألم و الأنّات!
و يسري..
الثلج يجري..
على جرحي يجري!
يفتّت العمر و ألأيام!
يهشم الحلم و الأوهام!
و يفري..
كل أسئلة الظلام!
و يذري..
السكون و الحطام!
بصدري..
لأغصّ و يغصّ بي قهري!
و يظل الثلج من نحري
يهوي عليّ و يفري!!..
...
ياصاحب العصر..
أقبل إليَّ..
فقد أفنتني العصور
و خلت من بقاياي حروفاً
فتِّتت فوق القبور!
يا نداء الروح
..عجِّل إليَّ..
فقد أدمتني الدهور
و صبَّت من مآسيّ رجوماً
كسِّرت فوق الصخور!
يا ربيع النور..إنزل إليَّ..
فقد أعمتني الأمور
ومدتَّ من مآقيَّ شموعاً
أحرقت فوق الصدور!!

4
"من المنتظرين فجراً... ":
يفرّ الليل بأذياله خلف أشباح القمر و ينشقّ الهواء عن نسمة حرّاء تنزع عباءات التراب و تكسر ذؤابات البحر, فترتعش العصافير الجريحة تحت أفواه الندى و تقوم لتتوضأ للقربة و تصلي دورة الأرض و الأكوان:

"قسماً بدمع الأرض ..بالدمع المبرعم!
قسماً بجوع القلب..بالصدر المحطّم!
قسماً بظمأ الجرح..بالحُلم المهشّم!
آتٍ هوَ...
آتٍ هوَ... على صهوة الريح من عين الصباح!
آتٍ هوَ... على ومضة البرق من ثغر الفلاح!
آتٍ هوَ... على شهقة الترب من عطش البطاح!
قسماً بالنور الذبيح..بالإرث السليب!
قسماً بالجسم الطريح..بالشيب الخضيب!
آتٍ هوَ...يزمجر خلفه غضب الرياح!
آتٍ هوَ...ترصع درعه شمس السماح!
آتٍ هوَ...يزيّن دربه زهر الجراح!
...
أيها الموعود بالأكوان
أيها المنصور بالأزمان
ظماءُ كل العيون
ظمّاءُ كل القلوب ..لمقدمك!
حرّاءُ كل البلاد
حرّاءُ كل الوهاد..لرؤيتك!
...
مهديُّ عجِّل عقدنا لواك
مهديُّ عجِّل دمانا فداك
و كل العالمين فداء
لخطوتك!
Testing