شعراء أهل البيت عليهم السلام - أينوء بي همّ و أنت سبيل

عــــدد الأبـيـات
50
عدد المشاهدات
2386
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
01/11/2010
وقـــت الإضــافــة
7:01 صباحاً

أينوءُ بي همٌّ و أنتَ سبيلُ = و يطولُ بي ليلٌّ و أنتَ دليلُ ؟ و الحزنُ يسكنني و غايةُ غايتي= أنْ في ضريحك يستريحُ غليل يا قاتلي و العشقُ أولُ صبوتي=و لقد يُجنُّ بقاتلٍ مقتولُ يا آسري و هواكَ كلُّ جريمتي=و الأسرُ في كَنَفِ الحبيبِ جميلُ أيكون بوحي نحو سرِّك ماثلا=و لقدسِ كنهك يستفيضُ مثول؟ قلبي و ما ملكت جوانحُ لهفتي= و الشوقُ نحوك و الشعورُ يميل متعطشٌ و نميرُ كفِّك شفّني= و جنونُ عشقي فيضُك المعلولُ و تفتُّ نارُ الوجدِ كلَّ قريحةٍ= حيرى فكيفَ العاشقُ المتبول؟ آتيك إذ بلغ الزبى بمشاعري= و على يديك من الهطولِ هطولُ و وهبت نفسي للشتاتِ مقيمةً= و إليك حبلي بالجوى موصولُ أما الضلوعُ فإنها علويةٌ= و العشقُ من بين الشغافِ يسيلُ فإذا تنشقت الورودُ قصائدي= ألفيتُ منطقَها بذاك يقولُ : لو كان لي في العمرِ يومٌ واحدٌ= لوددتُ أن يزجى إليك وصولُ أرويك ،هل تروى الغزالة في الضحى؟=و لقد يضيقُ بواضحٍ تأويلُ أأبا ترابٍ للترابِ قداسةٌ= يرنو لأفقِ سمائها التبجيلُ فمن الترابِ علاكَ يبدو شاهقا= لا يعتليه المجدُ و هو أثيلُ ومن الترابِ الطهر لو فضّلتُه= لوجدتُ يقصرُ عنده التفضيلُ رسم الجمالُ بنورِ وجهك لوحةً= لجلالِها كلّ الوجودِ ذهولُ و على ضفافِ البرِّ من أفيائها= يشفى السقيمُ و يستجِم عليلُ و أراكة الريحانِ وسطَ ربوعِها= مسكٌ تُفرّق في شذاه شمولُ و يشنّفُ الأسماعَ عذبُ هديلِها= و الروحُ يطربُ سمعَها الترتيلُ لتشيعَ من شفةِ الزمانِ حكايةً= يرتادُها جيلٌ و يكبرُ جيلُ ذكراك ؟ هل في مثلِ ذكرِك آية= يأتي بها القرآنُ و الإنجيلُ شرّفتَ بيت الله حين أتيتَه= فالركنُ يسمو و المقامُ جليل و أضأتَ آفاقَ الحياة و أزهرت= من وجنتيك بيادرٌ و سهول حتى إذا نادى المنادي و المنى= قد جاء فيها معلنا جبريلُ اليوم قد ولد البهاء مشعشعا= و القول في وصف البهاء كليل غمر الوجود و ذاب في أوصافه=كون بأعذب قطره مبلول فإذا الضياء و كلّ نجم في السما= متبسم يرعاه و هو خجول و غداة يشرق و الربيع رداؤه= تهفو إلى حسن الربيع فصول أعطى السخاء مكارما و فضائلا=فالجود من آلائه مأهول فإذا أتيت مغردا في وصفه= فهو المفضّل و الورى مفضول و إذا القصائد في (علي) حاصل=فغلوُّها في شأنه تحصيل هل كنت أذكر للفصاحة منطقا= يسمو به الإيجاز و التفصيل؟ أم كنت أسبر للقضاء مواهبا= ذهلت قلوبٌ عندها و عقول أم مفردات للشجاعة رمتها= أعيا كياني عرضها و الطول فإذا العزيمة قطرة من بحره= أما الجهاد فسيفه المسلول و إذا السحيل على البسيطة مبرم= و المبرم العاني إليه سحيل و إذا الشريعة عزة و كرامة= و النصر فوق لوائها إكليل و إذا السماحة نظرة من عينه= و إذا الندى من راحتيه يسيل يا لائمي و اللوم يشحذ صبوتي= و إلى المعنّى لا تفيد عذول اقصر عتابك و الملام فإنني= ما كان قلبي عن هواه يحول أيلام قلبي لو هتفت بحيدر= و القلب ما مال الحبيب يميل ؟ إني لشانئه البغيض لشانئ= و لمن يخص له الولاء رسيل قد ضمّخت روحي طيوبُ ولائه= و على الجبين علامة و دليل في مكمن العشاق أملأ جعبتي= من عشق حيدر والفؤاد يكيل فإذا تدثرت اللحونُ قصيدتي= أو صار في تهويمها تأويل سكرت جميع جوانحي بنقائه= و تعثر التوضيح و التعليل ولئن مدحت فما البحور يزيدها= قطرٌ و لا يعلي السما تبجيل لكنَّما هي نبضةٌ بخواطري= و النبضُ يبدلُ عنده المعقولُ
Testing