تسامى إلى العلياءِ يوهبها البدرا = ويرنو إلى الأعماقِ يملؤها درَّا
على كوكبِ الأرضِ التفافةُ عطفِهِ = ويزرعُ في الأرجاءِ ألطافَهُ بذرا
ويصنعُ في الوديانِ ما شاءَ صنعَهُ = يجفِّفها صخرًا يرطِّبها زهرا
وتجري مياهُ البحرِ ما بين كفِهِ= فيرحمُها مدًّا ويقسو بها جزرا
يدوس برجليه القفارَ يحيلُها = إلى واحة غنّا إذا فجّرَ النهرا
إذا ملّتِ الدنيا ظلامةَ ليلِها = سيأذنُ للآفاقِ أن تُطلع الفجرا
كواكبُ كلِّ الكونِ في سلكِ سبحةٍ = يُديرُ بها الأفلاكَ في سيرها دهرا
فما بينَ أمرِ الكافِ والنونِ أمرُهُ =فأمرُهُ أمرُ اللهِ ما أعجبَ الأمرا
أيا صاحبَ الأمرِ الذي فاضَ نبعُهُ = أتيتكَ يا مولايَ مستسقيًّا قطرا
إذا كان عن شاطيكَ يبعدُ شاطئي =سأصنعني جسرًا إلى الضفة الأخرى
سأكتبُ شطرًا في سؤالِ قصيدتي = أجبني أيا مهديُّ ولتكملِ الشطرا
بقى العسر فينا منذ ألفِ ظلامةٍ = أما آن بعد العسرِ أن تصنع اليسرا؟
أنا محضُ صحراءٍ وبالقحطِ مُبتلى = متى سيدي ألقاكَ كي تُنبت الصحرا
رياحك أرسلها وناثر رماديَ ال = مجمّعَ في صدري لكي تُلهب الجمرا
وقوديَّ صبر كلما سرت ينتهي = تحنَّنْ على قلبي وألهمنيَ الصبرا
وتمشي بأيِّ الأرضِ قل لي لعلني = أُعفر فيها الخدَ والعينَ والثغرا
نذرتُ وجودي خادمًا لك سيدي = فعجِّلْ متى اللُقيا لكي أُوفيَ النذرا
سلامًا وعدلاً سيدي فاملأ الدُنا = فقد مُلِئَتْ ظلما وقدْ مُلِئَتْ جورا
نما الكفرُ في أرضٍ تَصَحَّرَ تربُها= فأهطلْ عليها الغيث ولتقطع الكفرا
شعارُ محبيكَ الموالين سيدي = صلاةٌ على المختارِ نرفعها جهرا