تخميس أبيات الصاحب ابن عباد - "قالت فمن صاحب"
ناصر الوسمي
تخميس أبيات الصّاحب ابن عبّاد في شأن أمير المؤمنين (ع)
إنِّي عشقْتُ الهُدى فصرتُ خَيْرَ مُحِبْ=وما أَلِفْتُ الخَنا يَوْمَاً بقوْلِ كَذِبْ
وَغَادةٌ أقْبَلَتْ تَخْطُو بكلِّ أَدَبْ=قالتْ فَمَنْ صَاحِبُ الدِّينِ الحنيفِ أجِبْ
فَقلْتُ أحمد خير السّادةِ الرُّسُلِ
اللّهُ بالقَدْرِ والإجْلالِ فضَّلَهُ=مِنْ بيْنَ كلِّ الوَرَى فَذَّاً وأكْملَهُ
جَلَّ الإلهُ الذي باللّطْفِ أرسلَهُ=قَالَتْ فَمَنْ بَعْدَهُ تُصفيْ الولاءَ لَهُ
قُلْتُ الوصيُّ الذيْ أربى على زُحَلِ
قَوْلٌ تجلّى لكُلِّ الخلْقِ حينَ بدا=أَزالَ عَنَّا العمَى في الدهر ثُمَّ هَدَى
هذا الذي مَنْ غدَا للمصطفى عَضُدَا=قَالَتْ فَمَنْ بَاتَ مِنْ فَوْقِ الفِراشِ فِدى
فَقلْتُ أَثْبَتُ خلْقِ اللهِ في الوهَلِ
قَد فَاقَ كُلَّ الورى في كلِّ منقبةٍ=والمصطفى خصّهُ قُرباً بفخرةٍ
وكَانَ ذُخْراً لَهُ في كلِّ مُعضلَةٍ=قَالَتْ فمَنْ ذَا الذي آخاهُ عنْ مِقَةٍ
فَقُلْتُ مَنْ حَازَ رَدَّ الشّمْسِ في الطَّفَلِ
وتِلْكَ فاطِمةُ ازْدانَتْ مُكرّمةً=وعَنْ صِفَاتِ الخَنا تَبْقى مُنَزّهةً
فَقَدْ عَلَتْ في الذّرى كَالطّوْدِ شَامخَةً=قَالَتْ فمَنْ زُوِّجَ الزّهراءَ فاطمةً
فقُلْتُ أفْضَلُ من حافٍ ومُنتعلِ
وَذا حُسَيْنٌ وذاكَ المجتبى سَطعا=كنجمةٍ في سَمَاءِ القُدْسِ وارتَفَعا
هُمَا الضّيَاءُ الذي للكَوْنِ قد وسعا=قالتْ فَمَنْ والدُ السّبطيْنِ إذْ فَرعا
فقلتُ سَابقُ أهْلِ السّبْقِ في مهلِ
قَالَتْ فمَنْ ذَاكَ للأيتامِ يحْرِسُها=فقلْتُ ذَاكَ الذي للدّرِّ أَنفَسُها
وبالفَصَاحةِ للأشْرارِ يُخْرِسُها=قالتْ فمنْ أَسَدُ الأحزابِ يفرسُها
فقلْتُ قَاتلُ عمْرو الضّيْغمِ البطلِ
بسَيْفهِ احْتَزَّ رَأْسَ الكُفْرِ وانتصرا=دِينُ الإلهِ وللإسلامِ شَدَّ عُرى
لَولاهُ رَبُّ الوَرى مَا أَنْزَلَ السّوَرا=قالت فيوْمَ حنين مَنْ فَرَا وبَرَا
فقلْتُ حاصِدُ أهْلِ الشّركِ في عَجَلِ
اللّهُ بالعلْمِ والأسرارِ كَلّلَهُ=وكُلُّ نصْرٍ بدا في الحربِ كانَ لَهُ
جلَّ الإلهُ الذي زَكّى شَمَائلَهُ=قالتْ فمنْ ذَا دُعيْ للطّيْرِ يأكلُهُ
فقلْتُ أَقَربُ مَرضيٍّ ومنتحلِ
قدكانَ موْلِدهُ الميمُونُ في رجبٍ=وكانَ للنّاسِ والأيْتامِ خَيْرَ أبٍ
فَمَا شَكَى قلْبهُ في الدّينِ منْ نَصَبٍ=قالتْ فمنْ سَادَ في يوْمِ الغديرِ أبِنْ
فقلْتُ مَنْ كانَ للإسلامِ خَيْرَ ولي
وكانَ نطفةَ نُورٍ ما مثلَها نُطفُ=كالدّرِّ يزهو فصَانَ ضوْءهُ الصّدَفُ
هُوَ الوصيُّ الذي مَنْ بِسْمهِ اختَلَفُوا=قالتْ ففي مَنْ أَتَى في (هَلْ أتى) شَرفُ
فقلْتُ أبذلُ أهْل الأرضِ للنَّفَلِ
وذَا الأبيُّ الذي أردى بصَارمِهِ=كلَّ الطّغاةِ وجُذّتْ في ملاحمهِ
شَهْمٌ سَخَيٌّ يَجُودُ من مكَارمهِ=قَالتْ فمنْ راكِعٌ زَكّى بخاتمهِ
فقلْتُ أطعنُهمْ مُذْ كانَ بالأسَلِ
هُوَ العظيمُ الذي يزدانُ كالجبلِ=في كُلِّ هَوْلٍ ومَا للكُفْؤ مِنْ مثلِ
آخَاهُ حُبَّاً وعشْقَاً سَيّدُ الرسُلِ=قالتْ أَكُلُّ الذي قد قلْتَ في رَجُلٍ
فقلْتُ كُلُّ الذي قد قُلْتُ في رجلِ
هَلاَّ عَرَفْتِ الذي مَنْ أَخْمَدَ الفِتَنا=وَبَضْعَةُ المصطفى صَارتْ لَهُ سَكَنَا
فَبُورِكَ الفَحْلُ مَنْ قد أنْجَبَ الحسَنا=قالتْ فَمَنْ هُوَ هذا الفَرْدُ سِمْهُ لَنَا
فَقُلْتُ ذَاكَ أَمَيرُ المؤمنين علي