في رثاء الإمام الحسين (ع)
ابن الخلفة
عج بي برسم الدار من عرصاتها=ودع الجفون تجود في عبراتها
دار بشرقي الأثيل عهدتها=لا البان أين البان من أثلاتها
دار بها أودى بقلبي لوعة=تترقص الأحشاء من زفراتها
واحبس بمعهدها الركائب علما=نروي بعهد الدمع رمث نباتها
واسأل لعمرو أبي معالمها متى=ظعن الأحبة بان عن باناتها
يا صاح وقفة مغزل مذعورة=أو كارتداد الطرف في هضباتها
كيما أروح خاطري بشعابها=وفؤادي الملتاع في قلعاتها
أنى ومنعطف الحني على المطى=فهي الخدور تضيء في رباتها
ما إن ذكرت معالماً إلا وقد=كادت تذوب النفس من حسراتها
لتذكري داراً بعرصة كربلا=درست معالمها لفقد ماتها
دارت رحاة الحرب فيها فاغتدت=آل النبي تدور في لهواتها
جاءت تؤمل ارثها لكنها=تتقاعس الآمال عن غاياتها
فتكت به من آل حرب عصبة=غدرت وكان الغدر من حالاتها
هزت قناة محمد ظلماً وقد=طعنت بنيه الغر في لباتها
قد عاهدت فيه النبي وما وفت=فلبئسما ذخرت ليوم وفاتها
سيما ابن منجبة سليل محمد=أبدت به المخفي من ضغناتها
بعثت بزور الكتب سر واقدم إلى=نحو العراق بمكرها ودهاتها
هذي الخلافة لا ولي لها ولا=كفؤ وإنك من خيار كفاتها
فأتى يزج اليعملات بمعشر=كالأسد والأشطان من غاياتها
وحصان ذيل كالأهلة أوجهاً=بسنائها وبهائها وصفاتها
ما زال يخترق الفلا حتى أتى=أرض الطفوف وحل في عرصاتها
وإذا به وقف الجواد فقال يا=قوم أخبروني عن صدوق رواتها
ما الأرض ؟ قالوا : ذي معالم كربلا=ما بال طرفك حاد عن طرقاتها
قال انزلوا: فالحكم في أجداثنا=أن لا تشق سوى على جنباتها
حط الرحال وقام يصلح عضبه=الماضي لقطع البيض في قماتها
بينا بجيل الطرف إذ دارت به=زمر يلوح الغدر من راياتها
ما خلت أن بدور تم بالعرا=تمسي بنو الزرقاء من هالاتها
قال الحسين: لصحبه مذ قوضت=أنوار شمس الكون عن ربواتها
قوموا بحفظ الله سيروا واغنموا=ليلاً نجاة النفس قبل فواتها
فالقوم لم يبغوا سواي فأسرعوا=ما دامت الأعداء في غفلاتها
قالوا عهدنا الله حاشا نتبع=أمارة بالسوء في شهواتها
نمضي وأنت تبيت ما بين العدى=فرداً وتطلب أنفس لنجاتها
تبغي حراكاً عنك وهي عليمة=أبداً عذاب النفس من حركاتها
ما العذر عند محمد وعلي=والزهراء في أبنائها وبناتها
لا بد أن نرد العدى بصوارم=بيض يدب الموت في شفراتها
ونذود عن آل النبي وهكذا=شأن العبيد تذود عن ساداتها
فتبادرت للحرب والتقت العدى=كالأسد في وثباتها وثباتها
جعلت صقيلات الترائب جنة=كيما تنال الفوز في جناتها
كم حلقت بالسيف صدر كتيبة=وشفت عليل الصدر في طعناتها
فتواتر النقط المضاعف خلته=حلق الدلاص به على صفحاتها
فتساقطت صرعى ببوغاء الثرى=كالشهب قد أفلت برحب فلاتها
ما خلت سرب قطا بصقفر بلقع=إن التراث تكون من لقطاتها
رحلت إلى جنات عدن زخرفت=سكنت جوار الله في غرفاتها
وبقى الامام فريد يهتف في بني=حرب وقد خفتت ذرى أصواتها
ويل لكم هل تعرفوني من أنا=هل تنكر الأقمار عند وفاتها
انا نجل مكة والمشاعر والصفا=وبمن منى والخيف من عرفاتها
أنا نجل من فيه البراق سرى إلى=رب الطباق السبع وابن سراتها
قالوا بلى أنت أبن هادي الخلق=للنجل القويم وأنت نجل هداتها
لكن أبوك قضى على أشياخنا=واليوم نطلب منك في ثاراتها
وأتته أسهمها كما رسل القضا=بغيا فيا شلت أكف رماتها
أصمت فؤاد الدين ثم واطفأت=أنوار علم الله في مشكاتها
فسطا عليهم سطوة علوية=تتزلزل الأطواد من عزماتها
أبكى بعادلة سوابغها دما=مذ أضحك الصمصام من هاماتها
فكأن صارمه خطيب مصقع=وسنام منبره ذرى قاماتها
وكأنما سم الوشيج بكفه=أيم النقى والحتف في نفثاتها
كم فيلق أضحى مخافة بأسه=كالشاة مذ فجعت بفقد رعاتها
والخيل تعثر بالشكيم عوارايا=ممن تثير النقع في صهواتها
فكأنه يوم الطفوف أبوه في=ليل الهرير يبيد جمع عداتها
ما زال يقتحم العجاج ويصطلي=نار الوغى ويخوض في غمراتها
حتى أتاه الصك أن أنجز بوعدك=حيث نفسك حان حين مماتها
فهناك أحلم غب مقدرة فأردوه=على ظمأ بشط فراتها
تالله ما قضت العدى منه منى=لولا القضا لقضت دوين مناتها
فهوى فضعضعت السماوات العلى=وتعطل الأفلاك عن حركاتها
وهمت لمصرعه دماً والعالم العلوي=أبدى النوح في طبقاتها
والجن في غيطانها رنت أسى=وبكت عليه الطير في وكناتها
وعدا الجواد إلى معرس نسوة=نادى منادي جمعها بشتاتها
فخرجن من خلل الستور صوارخا=كل تسح الدمع في وجناتها
فرأينه قاني الوريد وجسمه=عار ومنه الرأس فوق قناتها
وقبابها تعدو النهيب قبابها=الله كيف تقال من عثراتها
وسروابهن على المطي وقد علا=لتواتر المسرى رنين حداتها
يا للحمية من ذوابة هاشم=بل ياليوث الله في غاباتها
أتطل ما بين الطلول لكم دما=أموية والجبن من عاداتها
آل النبي تئن في أصفادها=كمداً ومال الله من صفداتها
قد أنزلتها عن مراتب جدها=ورقت طرائدها على مرقاتها
محرابها ينعى لفقد صلاتها=ووفودها تبكي لفقد صلاتها
حملت بأطراف الأسنة والقنا=من تعجب الأملاك من حملاتها
وبنات فاطمة البتولة حسراً=وبنات رملة في ذرى حجراتها
قد ألبست نقط الحجاز جسومها=وغرائب التيجان في جبهاتها
والعود يضرب في أكف قيانها=وتقهقه الراووق في كاساتها
لعنت على مر الدهور لأنها=باعت هداية رشدها بعماتها
فالى م يابن العسكري فطالت=الأيام وانفصمت عرى أوقاتها
فانهض لها مولاي نهضة ثائر=واشف غليل النفس من كرباتها
واقدم بشيعتك الكرام ومكن=العضب المهند من رقاب بغاتها
يا سادة جلت مزايا فضلهم=إن تدرك الأوهام كنه صفاتها
لي فيكم مدحاً أرق من الصبا=تهدي عبير الفوز مننفحاتها
فتقبلوا حسناء ترفل بالثنا=(حسان) مفتقراً إلى فقراتها
(حلية) حكت النضار نضارة=وحلت وقد فاتق على أخواتها
يرجو بها الجاني (محمد) سادتي=منكم نجاة النفس غب وفاتها
إن قدم الأقوام براً وافراً=نفسي ولاكم قدمت لحياتها
صلى الإله عليكم ما أرخوا=(حفت حمام الأيك في وكناتها)