اعتداء الوهابيين لحرم الحسين (ع)
ابن الخلفة
أبيت وطرفي ساهر ليس يهجع=وقلبي لفرط الوجد مضنى وموجع
وجذوة حزني لا يبوخ ضرامها=وعارض دمعي يستهل ويدمع
إذا ما خبث تالله في فلذة الحشا=يهيج لها ريح من الهم زعزع
فيا قاتل الله الليالي فكم لها=خطوب تنوب الخلق والجو أسفع
دهتنا ولم نعلم بأعظم فادح=يكاد له صم للصفا يتصدع
رمتنا بقوس الغدر سهم رزية=سقى نصله سم من الحتف منقع
غداة بنو صخر بن حرب تألبوا=على قتل سبط المصطفى وتجمعوا
وقد حللوا في عشر شهر محرم=دماه وعهد الله خانوا وضيعو
له يممت زحفاً بوادر خيلها=كتيار بحر موجه يتدفع
فجادلها والنقع جون سحائب=وفيه بروق للصوارم لمع
إذا زمجرت للشوس فيه زماجر=تصوب سهاماً ودقها ليس يقلع
فجدل منها كل أرعن حازم=ببيض المواضي والقنا الخط شرع
إلى أن دنا الحتف الذي قط ماله=عن الخلق في الدنيا إياب ومرجع
رموه على الرمضاء عار وفي غد=بسندس جنات النعيم يلفع
فيا كربلا كم فيك كر من البلا=فما أنت إلا للحوادث مهيع
وما أنت إلا بقعة جاد رسمها=غمائم غم بالنوائب تهمع
فكم في رباك روعت لابن فاطم=حصان وبالصمصام جدل أورع
وأطفالها من قبل حين فصالها=عراها فطام وهي في الحين رضع
وكم فيك أكباد تلظت من الظما=وكأس المنايا من حشا السيف تكرع
لربعك قدماً قد قذفنا بفادح=له زج خطب من ذوي الضعن أشنع
وفي منتهى ألف وميتين حجة=وسبع تليها خمسة ثم أربع
بك الدهر أيم الله جدد وقعه=أجل من الأولى وأدهى وأفظع
أئن قتلت في تلك سبعون نسمة=فستة آلاف بذي الموت جرعوا
وأضحت أضاحي شهرذي الحج في منى=لهااليوم في واديك مغنى ومربع
وهل جاز نحر البهم من آل هاشم=لأهل الردى والبهم في البيد رتع
فسحقاً لهذا الدين بل ريب أهله=وتعساً لمن سنوا الضلال وأبدعوا
مسيلة أوصى ابن سعد لنحسه=بإمضائه إذ سره فيه مودع
غثى_ نينوى_ والصبح جردصارماً=بغربيه زنجي الظلام يجدع
بعيس كأمثال النعام إذا سرت=حثيثاً لحصباء البسيطة تقلع
تقل على الأكوار شعثاً كأنهم=جنادب نجد في المشارع وقع
ينادون بالإعلان يا أهل كربلا=أتيناكم عودوا عن الشرك وارجعوا
فكم في نداهم سب لله حرمة=وكم في مداهم جز للآل منزع
فطلوا دماء واستحلوا حرائراً=وغودر مال الله فيهم يوزع
فذي ثاكل خمصاء بطن من الطوى=ومن شلو هاتيك الجوارح شبع
وتلك لفرط الحزن تذري مدامعاً=وصيبها في واسع القفر ضيع
وقد شتتوافي الأرض شرقاً ومغرباً=فرادى ولم يجمع لهم قط مجمع
وأخرى تنادي لم يجبها سوى الصدى=كما رن فوق الأيك ورق مرجع
وكم كاعب بالكف تستر أبلجاً=أبا الله في غير الحيا لا يقنع
وفي حضرة القدس التي جل قدرها=بها الملأ الأعلى سجود وركع
تذبح خدام لها في عراصها=ويأمن فيها الخائف المتروع
أسف ولم أأسف على من تقوضت=بهم يعملات البين تخدي وتسرع
لئن حرموا الدنيا بأخراهم حظوا=وبالحور والولدان في الخلد متعوا
ولكن شجى الأحشاء هدر دمائهم=ولامستشير دابر القوم يقطع
سوى فرقة مثلي على الضيم سنها=بأنملها من لا عج الوجد تقرع
وأسيافها تشكوا الصدى وعتاقها=سوابق إلا أنها اليوم ضلع
فيا غيرة الله استفزي بما لقت=ثمود من التدمير منك وتبع
أتهدم للنور الإلهي قبة=على الفلك الدوار تسمو وترفع
ويقلع باب الله عن مستقره=وعن كل داع لا يرد ويردع
وتهتك حجب الله عن أوجه التقى=عتاة بغير الشرك لا تتبرقع
وتنهب من بغي خزائن من له=من العبد خزان النعيمة أطوع
وتطفى قناديل كشهب منيرة=تطوف قناديل بها وهي فضع
ويحطم شباك النبوة بالظبا=جذاذاً وصندوق الامامة يقلع
كساه إله العرش أنوار قدسه=عجيب يماط السر عنه وينزع
ويحمل سيف الله عاتق مارق=ومن طبع ذاك السيف للشرك يطبع
ويؤخذ أعلام لاعلام دينه=ضحى ولها النصر الإلهي يتبع
وينبش قبراً لو تكون السما ثرى=لحط له في قنة العرش موضع
أيا بن الذي أنوار شرعته بدت=ولاح لنا لألاؤها يتشعشع
أيفعل ذا الباغي ولا منك دعوة=أبى الله عنها ما لها الحجب تمنع
تبيد بها نجد ولم حلقت بها=قوادم فتخاء إلى الجو تقلع
لناديك من صنعاء أمت ركابها=وفيه ترى ما يستباح ويصنع
وتوسعها حلماً وأنت ابن ضيغم=بغيطانها من سيفه الجن تفزع
أتعجز لا والله تطبق السما=عليهم فركن الشم بالغي ضعضعوا
وشقوا عصى الإسلام بالبيض والقنا=وبالسب والتثليب والقذف شنعوا
إلى م وهذا الصبر ان كنت صابراً=فلسنا بهذ الضيم ترضى وتقنع
بنا شمت الأعدا وقالوا إمامكم=كما قد علمنا لا يضر وينفع
فماذا جواب الكاشحين أبن لنا=لنبسط عذراً أن يصيخوا ويسمعوا
فإن قلت عفواً فليكن عفو قدرة=وإن قلت حلماً فهو من ذاك أوسع
أمولاي صفحاً فهت من نار حرقتي=بما فهته إذ أنت للمصفح منبع
خدعتك في ذا العتب كي تهلك العدى=بما فعلوا والندب بالعتب يخدع
متى يا إمام العصر تقدم ثائراً=تقوم بأمر الله بالحق تصدع
وتردي بمسنون الفرار عصائبا=مدى الدهر قد سنوا الضلال وأبدعوا
وتنظر أشياعاً عفاة جسومها=لفرط الأسى والقلب منها مشيع
فصلها وعجل حيث لم تر راحماً=وأرحامها بالمشرفية قطعوا
وفي كربلا عرج يريك مؤرخاً=الوفك يا لله بالترب صرعوا
عليك عزيز أن ترى ما أصابهم=ولكنما حكم القضا ليس يدفع
أيا ابن رسول الله وابن وصيه=إليك بجرمي في القيامة أفزع
فرد عبدك (الحلي) مولاي شربة=لأن لكم في الحشر حوض مدعدع
(محمد) لا تحرمه من شفاعة=سواك فمن ذا للبرية يشفع
فخذها الفرط الحز خنساء ثا كلا=إذا انشدت يوماً بها الصخر يصدع
عليك سلام ما مغناك لعلعت=حداة ركاب ما زرود ولعلع