في مدح أميرالمؤمنين (ع)
ابن الخلفة
امرنة سجعت على الأغصان=فترنحت مرحا غصون البان
في روضة غناء في أفنانها=غنى الهزار بأطرب الألحان
روض كسته الغاديات مطارفا=من أبيض يقق وأحمر قان
زهر كوشي الغانيات على الربى=متبهرجا بغرائب الألوان
أما الأقاح فباسم عن ثغره=مستهزىء بالآس والريحان
وكذلك الورد الجني بدا لنا=فوق الغصون كأنجم السرطان
وبدا لناالنسرين يحكي في الدجى=النسرين غب كواكب الميزان
ويبيت نرجسه لمنهل الحيا=يرنو بفاتر طرفه الوسنان
والماء سل حسامه متعمداً=قد شق قلب شقائق النعمان
والجلنار كأنه جمر بدا=ليلا يلوح على ذرى الأغصان
فيه الظبا ترد الأسود لحاظها=والفتك فتك صوارم الأجفان
هب الصبا سحراً فأذكرني الصبا=عصراً به كان الزمان زماني
مع جيرة بالمأزمتين ترحلوا=وهم بقلبي في أجل مكان
جردت سيف الصبر كي أفني الهوى=فنبا فعدت به قطعت بناني
ويلاه مالي والغرام لو انه=شخص قطفت فؤاده بسناني
لكنه نار تؤجج في الحشا=فيجود دمع العين بالهملان
يا سائق الركب الطلاح عشية=والشوق مني آخذ بعناني
قتف بي رعاك الله قبل ترحل=الا نضاء كي أشفي فؤاد العاني
قف بي رويداً كي أبث العتب مع=عتب فحمل صبابتي أعياني
يا عتب هل من عودة يحيا بها=قلبي وهل بعد البعاد تداني
وتعود من سفح العقيق إلى منى=تختال بين مرابع الغزلان
كم لا مني يا عتب لاح في الهوى=لا كان لاح في هواك لحاني
يا عاذلي في حب ساكنة الحمى=هيهات ما قطع المودة شاني
إن كان جاد علي سلطان الهوى=وبأسهم البين المشت رماني
مالي سوى أني أزج مطية=الشكوى وأبدي ما أجن جناني
للمرتضى الكرار صنو محمد=المختار مما نابني ودهاني
فهو المعد لكل خطب فادح=وهو الرجا لمخافتي وأماني
مولى له ردت ذكاء بطيبة=وببابل أيضاً رجوع ثان
مولى رقى كتف النبي مشمراً=لتكسر الأصنام والأوثان
مولى كسا الأبطال قاني حلة=منسوجة بعواطل الاشطان
مولى يتوق إلى الوعيظ وغيره=لسماع غانية وضرب قيان
قرن الإله ولاءه بنبوة=الهادي النبي المصطفى العدناني
هو خير خلق الله بعد نبيه=من ذا يقارب فضله ويداني
يكفيه مدح الله جاء منزلاً=ومفصلاً في محكم القرآن
سل سورة (الأحزاب) لما فرق=الأحزاب حين تراءت الجمعان
ولعمرها لما علي قده=بمهند صافي الحديد يماني
جبريل أعلن في السماوات العلى=طوعا لأمر مكون الأكوان
لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى=إلا علي فارس الفرسان
لو صاح في الأفلاك وهي دوائر=يوماً لعطلها عن الدوران
في الحرب بسام وفي محرابه=يبكي رجاً من خشية الرحمن
يا منكراً فضل الوصي جهالة=سل «هل أتى حين على الإنسان»
فيها هو الممدوح والمعني بلا=شك وذا قد نص في القرآن
وبمكة «إنا فتحنا » أنزلت=بمديحه في أوضح التبيان
سل عنه في «صفين» ما فعلت=يد الكرار حين تلاقت الفئتان
و(النهروان) وقد تخلق ماؤه=بنجيع كل معاند خوان
يرجى ويحذر في القراع وفي القرى=في يوم مسغبة ويوم طعان
إن أقلع الورق الملث فكفه=هطل كصوب العارض الهتان
أمخاطب الآساد في غاباتها=ومكلم الاموات في الأكفان
لو كان رب للبرية ثانيا=غاليت فيك وقلت رب ثاني
أعلي يا طود المفاخر والعلى=يا من بحبك ذو الجلال حباني
إني بمدحك مغرم ومتيم=ما دمت في سري وفي إعلاني
وبمدح عترتك الكرام وآلك=الغر العظام غداً رجوت أماني
هم فلك نوح فاز راكبها ومن=عنها تخلف خاض في الميزان
إني بحبل ولائهم متمسك=حسبي به عن غيره وكفاني
صدق اعتقادي سوف أبديه ولم=أحفل بكل مكذب شيطان
إن النجاة بأحمد وبحيدر=وابنيه ثم بواحد وثمان
وبفاطم الزهراء بضعة أحمد=المختار صفوة ربنا الديان
فبهم إله العرش يغفر زلتي=وبهم يتوب الله عن عصياني
خذها أميرالمؤمنين قلائداً=نظمت وفيها من علاك معاني
منظومة في سلك فكر «محمد»=تزري بنظم الدر والمرجان
إن صادفت حسن القبول فحبذا=فهو المراد وكل شيء فاني
لا زلت أحكم في مديحك سيدي=إحكام منظمي وسحر بياني
حاشا يحيط بجود مجدك مادح=لكن على قدري أباح لساني
وعليكم صلى المهيمن ما شدت=ورق وما سجعت على الأغصان