في رثاء الامام الحسين (ع)
ابن الخلفة
لمن الركائب بالعشية ثوروا= عنفاً تزج وبالأسنة تزجر
إني أرى بسما الحدوج أهله= تخفى وطوراً تستهل فتزهر
وكواكباً أبراجها قتب المطى= حسرى وفي بوغاء نقع تستر
أحداثهم رفقا فان حشاشتي= تحدي على إثر الظعون فتعثر
فاستوقفوها واحبسوا مقناصها= لوث الازار وان سئلتم خبروا
ما هذه العير التي حفت بها= من كل ناحية عتاق ضمر
وأرى حصاناً بالسياط تقنعت= بيد الطتغاة وهن ثكلى حسر
هل هن من حرم النجاشي غودرت= أيدي سبا لما سباها قيصر
قالوا استفق واذر الدموع فان ذي= حرم النبي بكل قفر تشهر
وكرائم المولى الحسين بنت بها= أطلالها فغدت تذل وتقهر
غدرت به أرجاس حرب غيلة= وبنو الفواجر شأنهم أن يغدروا
لو شمته في الغاضرية ظامياً= لانساب وجداً من جفونك جعفر
وارت به من كل فج عصبة= يحصى الحصى وعديدها لا يحصر
فأذاقهم ضرباً بأبيض فاتك= في الروع يصحبه كعوب أسمر
رقما قضاء الحتف فوق جباههم= فالرمح ينقط والمهذب يسطر
في كفه اختلفا فهذا ناظم= حب القلوب وذا رؤوساً ينثر
وذويه قد جعلت لها أجم القنا= خبأ وهم فيه ليوث تزار
وصوارم الأنصار يخطب برقها= الأبصار وهي دماً نجيعاً يهمر
فيها تطول على الكماة ولم تجد= رهباً من الحرب العوان وتقصر
وتذود عن آل النبي وهكذا= شأن الموالي للموالي تنصر
حتى دنا الأجل المتاح فغودروا= صرعى كما جزر الاضاحي جزروا
كصل بسافي العاصفات مرمل= ومخلق بدمائهن ومعفر
وهم الأكارم للصلاة تصوروا= بل في محاريب الصلاة تسوروا
قتلوا لعمرك والذوابل شرع= والجو مسود الجوانب مكدر
وبقى الامام تؤمه خيل العدى= والشوس خيفة بأسه تتقهقر
فكأنه وكأنهم يوم اللقا= حمر النياق من العفرنى تنفر
وكأنهم ليل بهيم حالك= وجبينه الوضاح صبح مسفر
أو كالسحاب الجن جادوا سيبه= فوق ابن فاطمة سهاماً يمطر
وكأنما نهرانه في إثرها= رعد يقعقع تارة ويزمجر
فسطا على فرسانها فتقاعست= رعباً وكل قال: هذا حيدر
فاغتاله سهم المنية فانثنى= عن سرجه لما أصيب المنحر
قسما برب السمهرية والظبي= والسابغات إذا علاها المغفر
والراقصات إلى المحصب من منى= تطوي الربى وعن السرى لا تفتر
لو لا قضاء الله ما ظفرت به=كف البغاث ضحى بصقر يظفر
ذا ما سألت وذي حرائره بها الأ=نضاء تنجد في القفار وتغور
فغدوت أهتف هتف ورق ثاكل=وجداً تردد نوحها وتكرر
أبتي أبي جل المصاب وآن أن=أذري المدامع فاعذلوا أو فاعذروا
أيبيت مولاي الحسين بكربلا=صاد ودمعي بالمحاجر يحجر
لو كان من يرضى بدمعي منهلا=ها من عيوني أعين تتفجر
لكنها سالت نجيعا قانياً=والماء ينهل حين لا يتغير
عجتباً له يرد المنية ظامياً=وله الشفاعة في غد والكوثر
عجباً لسيف الحق ينبو حده=بغياً وكسر الدين فيه يجبر
عجباً لآل محمد بيد العدى=تسبى وعين الله فيهم تنظر
عجباً لمن تحمى الثغور بثغره=خد له للصاعرين يصعر
عجباً لبدر التم لم يخسف لفقد=شقيقه وذكاء لا تتكور
عجباً لهذي الأرض لم لا زلزلت=وكذا السماء عليه لا تتفطر
الله أكبر كيف يقطع كفه=وبكل عضو منه عضب مشهر
صدر المعالي كيف غودر صدره=تغدو عليه العاديات وتصدر
عقرت أما علمت لأي معظم=وطأت فوا عجباه لم لا تعقر
وكريمه من فوق خرصان القنا=كالبدر وهو من الثنا لا يفتر
يا يوم عاشوراء كم لك في الحشا=نار متى أخمدتها تتسعر
لا حرها يطفى وليس مدى المدى=تنسى فلا جاءت بمثلك أشهر
إني أقول ولست أول قائل=قولا ثوابت صدقه لا تنكر
تالله ما قتل الحسين سوى الألى=قدما على الهادي عتوا واستكبروا
هم أسسوا فبنت بنو حرب وقد=هدموا الرشاد وللضلالة عمروا
سفهت حلومهم وظلوا والذي=ضاعت بصيرة قلبه لا يبصر
فلسوف يجزون الذي قد قدموا=بحياتهم يوم المعاد وأخروا
يوم به الأفواه تختم لم تفه=واللسن تطوى والصحائف تنشر
فمتى أرى شمس الشريعة أشرقت=وضياؤها بشعاب مكة يظهر
وأرى المنابر قد زهت أعوادها=ومؤذن الدين الحنيف يكبر
واشاهد الر ايات يخفق عدلها=في الخافقين يحف فيها عسكر
والقائم المهدي قائده وفي=الأحكام ينهى من يشاء ويأمر
ويمكن الصمصام من أعدائه=والوحي يعلن بالنداء ويجهر
ظهر الامام اليوم، أرض الله من=أعدائه بشبا الحسام تطهر
ويعود دين محمد بمحمد=يبدي التبهرج وهو غض مزهر
يا من بهم بطحاء مكة شرفت=والمروتان وزمزم والمشعر
والركن والبيت المعظم والصفا=ومنى وطيبة والنقتى ومحسر
يا من إذا ما عد فخر في الورى=لذوي النهى فالفخر فيهم يفخر
كل الرزايا أن تعاظم خطبها=لجليل رزئكم تذل وتصغر
رزء أب بمهجتي نار الأسى=برداً وسحب مدامعي تتوجر
لا الوجد باخ ولا المدامع أقلعت=حزناً وجرح حشاشتي لا يسبر
يا سادتي جرعت من أعدائكم=بولاكم صبرا إلى كم أصبر
ما لي سوى اللعن المضاعف للأولى=نقضوا الكتاب وحرفوه وغيروا
فمبدحكم والرجم في أعدائكم=مهما أفوه فانني لمقصر
ان فاتني في الطف نصر مهند=فبمذود عنكم أذود وأنصر
فخذوا من الجاني «محمد» مدحة=تعنو لها (عبس) وتخضع (حمير)
بدوية الألفاظ بكراً يممت=لكم بأثواب الفصاحة تخطر
(حلية) راقت ورق نظامها=وزكت وفيكم طاب منها العنصر
فكأنها أخبار نجد في الورى=تزداد حسنا كلما تتكرر
صلى الإله عليكم ما أسبغ الل=يل البهيم ولاح صبح مسفر