في أهل البيت عليهم السلام
حبيب بن طالب البغدادي
بني النبي لكم في القلب منزلة= بها لغير ولا كم قط ما جنحا
يلومني الناس في تركي مديحكم= وكم زجرت بكم من لامني ولحا
عذراً بني المصطفى إن عنكم جمحت= قريحتي وهي مثل الزند مقتدحاً
فلا أرى الوهم والأفهام مدركة= ما عنون الذكر من أسراركم مدحا
سبقتم الناس في علم ومعرفة= والأمر تم بكم ختماً ومفتتحاً
وأنتم كلمات الله إذ رفعت= وآدم مذ تلقى عهدها نجحا
بها عني الذكر في لو كان ما نفدت= فكيف تنفذها أبيات من مدحا
وعندكم علم ما في اللوح مرتسخ= وما جرى قلم الباري به ومحا
لكنما الناس في عشواء خابطة= ليلاً وآثاركم في المعجزات ضحى
إن شاهدوا الحق فيما لا تحيط به= عقولهم جعلوا للحق منتزحا
تجارة الله لم تبذل نفائسها= إلا لمن كان عن غش الهوى نزحا
وربما خاضت الألباب إذ شعرت= ومضاً من النوردون السترقد لمحا
شاموا ظواهر آيات لها وقفت= ألبابهم غير أن الوهم قد شرحا
وهم على خوض ما ألفوه من أثر= كمثل أعمش من بعد رأى شبحا
فليس يدري لتشعيب الظنون به= أسانحاً ما رأى أم بارحاً سرحا
وكلما شيم من آثار معجزة= فإنها رشح ما عن فيضكم طفحا
فالحجب عن سعة الآثار ما بخلت= والحكم في صفة الأسرار ما سمحا
أدنى المديح لكم أن قيل خادمكم= جبريل والملأ الأعلى بكم صلحا
نجا بأسمائكم نوح فقيل لكم= سفن النجاة وأمر الله ما برحا
ورب مدح لقوم عنكم جنحوا= أنشدته حيث عذري كان متضحا
نأتي من الوصف ما لا يدر كون له= معنى ولا شربوا من كاسه قدحا
ولو أتيناهم في حق وصفهم= لأوهم الناس أن الروم قد فتحا
فأين هم عن مدى القوم الذين لهم= صنع المهيمن ممن خف أو رجحا