ما للديار تنكرت أعلامها
الملا حسين جاويش
ما للديار تنكرت أعلامها=وعفت مرابعها وأمحل عامها
صاح الغراب بشمل ساكنها ضحى=فلذا تبدد شملها ولمامها
سرعان ما ألقى بكلكله الردى=عمداً عليها فانقضت أيامها
عصفت أعاصير الرياح بربعها=فعفا وصوح شيحها وخزامها
ظعنوا برغم المكرمات عشية=والنفس إثر الركب زاد هيامها
كم لي وقد زموا الركائب خلفهم=عبرات وجد لا تجف سجامها
فذكرت مذ بانوا ركائب فتية=ضربت على شاطى الفرات خيام
زحفت عليها للطغات كتائب=أموية ملأ الفضا إرزامها
فتكت بها أرجاس حرب فانثنى=بيد الذئاب فريسة ضرغامها
قتلت على ظمأ وكوثر جدها=منه الأنام غداً يبل أوامها
لله أدمية بشهر محرم=لرضى ابن هند يستحل حرامها
فرؤوسها من فوق خرصان القنا=وعلى الصعيد رمية أجسامها
من مبلغن سراة هاشم إنه=قد جذ غاربها وجب سنامها
وأفاه منهم سهم بغي صائب=إن المنايا لا تطيش سهامها
فهوى الجواد عن الجواد كأنما=من قنة العلياء خر دعامها
كالطود يعلوه الرغام ولم أخل=يعلو على الشم الرعان رغامها
يا ذروة الشرف انهضوا فسراتكم=ذبحت بسيف الظالمين كرامها
خضب الدماء جباها ولطالما=لله طال سجودها وقيامها
يايوم عاشوراء كم لك في الحشا=قبسات وجد لا يبوخ ضرامها
كم فيك من ابناء احمد فتية=شم الانوف كبابها اقدامها
ياصاحبي قف بالطفوف مخاطبا=اين الالى بانو واين مقامها
الله اكبر اي غاشية بها=دار النبوة دكدكت اعلامها
الله اكبر اي جلى فتت=احشاء خير الرسل وهو ختامها
عجباً لهذ الخلق لا يبكي دماً=عوض المدامع كلها وغلامها
لفتى بكاه محمد ووصيه=الهادي أمير المؤمنين امامها
كل الرزيا دون وقعة كربلا=تنسى وان عظمت تهون عظامها
والله ما قتل الحسين سوى الألى=ضلت عن النهج القويم طغامها
نكثت عهود المصطفى حسداً لمن=سجدت مخافة بأسه أصنامها
قد أججوها في (....) فتنة=في الال يوم الطف شب ضرامها
كتبوا صحيفتهم والوا أنها=حتى القيامة لا يفض ختامها
فتداولتها بعدهم أبناؤها=فتضاعفت لما جنت اثامها
قدمت على حرب الحسين ببغيها=وتسابقت لقتاله أقدامها
نقضت عهود نبيها في اله=فلبئس ما قد أخلفته لئامها
يا سادة جلت مناقب فضلها=من أن تحيط بوصفها أوهامها
أتهاب نفس حسين أو تخشى غداً=ظيما وأنتم في المعاد عصامها
يمضي الزمان وحزنها بمصابكم=باق الى أن تنقضي أيامها
واليكموها غادة حليةُ=قد طاب فيكم بدؤها وختامها