لم أبك دارسة الربوع
السيد سليمان داود الحلي
لم أبك دارسة الربوع= إذ صوحت بعد الربيع
كلا ولا هاج الصبابة= وامض البرق اللموع
ما الجزع أضرم لوعتي= فغدوت ذا قلب جزوع
ما للغضى باتت على= جمر الغضا تطوي ضلوعي
لكن لرزء بني النبوة= جل من رزء شنيع
يا كربلا حيتك قبل= الغيث غادية الدموع
كم فيك بدر لم يعد= بعد الغروب إلى الطلوع
ورفيع مجد رأسه= من فوق مياد رفيع
وسهام غل غودرت= تروى من الطفل الرضيع
ولقد تروع فيك من= هو لم يزل أمن المروع
سبط النبي ابن الوصي= وحجة الله السميع
خواض ملحمة الردى= والبيض تكرع بالنجيع
وربيع أبناء الزمان= إذا شكوا محل الربيع
كم جال كالليث المري= ع وجاد كالغيث المريع
ورد الطفوف بأسرة= لبسوا القلوب على الدروع
كالضيغم الفتاك عباس= أخي الشرف الرفيع
وحبيب ذي العزم المهاب= ومسلم وابن المطيع
ما راعهم داعي الردى= والجيش مزدحم الجموع
وردوا الطفوف فغودروا= ما بين عان أو صريع
غاضت مياه العلقمي= وفاض في لجج الدموع
فحشا ابن فاطمة به= طويت على عطش وجوع
فقضى هناك ولم يجد= نحو الشرايع من شروع
لهفي لزينب إذ غدت= ترثيه كالورق السجوع
من للندى من للهدى= من للتهجد والركوع
من للتجمل والتنف= ل والتبتل والخشوع
من للنساء الضائع= ات بلا محام أو منيع
وعليلك السجاد قاسى= مؤلم الضرب الوجيع
يرعى النساء وتارة= يرنو إلى الرأس القطيع