في رثاء الحسين (ع)
السيد باقر العطار
أطيلي النوح معولة اطيلي= على رزء القتيل ابن القتيل
وسحى الدمع باكية عليه= ولا تصغى إلى عذل العذول
ونادي يا رسول الله يا من= حباه الله بالفضل الجزيل
أتعلم أن رأس السبط يهدى= إلى الأوغاد في رمح طويل
ويضحى جسمه بالطف ملقى= تكفنه الصبا نسج الرمول
ويقرع ثغره الطاغي يزيد= ولا يخشى من الملك الجليل
وزين العابدين يقاد فيهم= برغم منه في قيد ثقيل
لعمري لا يحق النوح إلا= لمقتول الأسنة والنصول
بنفسي ضامياً والماء طام= وليس له إليه من سبيل
ينادي وهو في الهيجاء فرداً= ألا هل ناصر لبني الرسول
أأقتل فيكم ظلماً وجدي= شفيع الخلق في اليوم المهول
أأقتل ضامياً وأبي علي= بيوم الحشر ساقي السلسبيل
فلما أن راى الأعداء كل= كليم القلب يطلب بالذحول
تصدى للقتال ومر يسطو= على الأبطال كالليث الصؤول
فيا لله كم قد فل جمعاً= بحد حسامه العضب الصقيل
إلى أن جاءه الأجل المسمى= فخر مجدلاً تحت الخيول
فأقبلن الكرائم حاسرات= نوادب للمحامي والكفيل
وزينب بينهن عليه تذرى= عقيق الدمع في الخد الأسيل
وتدعو أمها الزهراء شجواً= ومنها القلب في داء دخيل
ألا يا بضعة المختار طه= من الأجداث قومي واندبي لي
ونوحي للغريب المستظ= ام البعيد النازح الدار القتيل
يعز عليك يا أماه ما قد= تطوقنا من الخطب الجليل
ألا يا أم كلثوم هلمي= لقد نادى المنادي بالرحيل
وجاءت فاطم الصغرى تنادي= أباها وهي تعلن بالعويل
أبي عز الكفيل فهل ترى لي= فديتك يا بن فاطم من كفيل
أبي أحرقتني بجفاك فامنن= علي بنظرة تطفي غليلي
أبي إن ابنك السجاد أضحى= عليلاً لهف نفسي للعليل
أيسلمني الزمان وأنت كهفي= وتألمني الخطوب وأنت سولي
مصابك يابن فاطمة كساني= ثياب الهم والحزن الطويل
وخبطك هد أركان المعالي= وثل قواعد المجد الأثيل
واذكى جمرة في قلب طه= ومهجة حيدر وحشا البتول
ألا يابن الأطائب من قريش= وخير الخلق من بعد الرسول
ويا ابن الأكرمين ومن بكته= السموات العلى بدم همول
إليك خريدة حسناء رقت= وراقت بهجة لذوي العقول
تؤم حماك قاصدة ومنها= دموع العين كالغيث الهطول
بها يرجو غدات الحشر منكم= سليلك باقر خير القبول
وتنقذه من النيران فيها= وتنقله إلى ظل ظليل
وخذ بيديه يوم الحشر وامنن= عليه بشربة من سلسبيل
فليس له سواكم من معين= إذا ما جاء في حوب ثقيل
فلا زالت صلوة الله تترى= عليكم بالغدات وبالأصيل