في رثاء الحسين عليه السلام
السيد باقر العطار
يا عين لا لا دكار البان والعلم= ولا على ذكر جيران بذى سلم
وقل من دمع عيني أن يفيض أسى= أجل ولا كان ممزوجاً بصوب دم
على أجل قتيل من بني مضر= زاكي الأرومة والأخلاق والشيم
كيف السلو وروح الطهر فاطمة= ملقى ثلاثة أيام على الاكم
واحسرتا أيموت السبط من ظمأ= وجده خير رسل الله كلهم
وأمه البضعة الزهراء ووالده= خير القبائل من عرب ومن عجم
لم أنسه في عراص الطف منفرداً= يقول يا قوم هل راعيتم ذممي؟
هل منكم ناصر يرجو الشفاعة في= يوم المعاد غداً من شافع الأمم؟
لم أنسه وهو يسطو شبه قسورة= والقوم منهزم في إثر منهزم
فخر عن مهره للأرض تحسب أن= هوى غدات هوى عال من الأطم
ومر نحو الخيام المهر يندبه= والدمع يهمل من عينيه كالديم
فمذ رأته النسا أقبلن في دهش= كل تنوح ومنها القلب في ألم
هاتيك حاسرة بين الطغاة وذي= تقول أين كفيلي أين معتصمي
تقول يا قوم ما أقسى قلوبكم= ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمم
غادرتم أسرة الكرار حيدرة= منهم أسارى ومنهم ضرجوا بدم
لهفي له وهو في الرمضاء منجدل= والخيل توطئه قسراً بجريهم
ورأسه فوق رأس الرمح مرتفع= يضىء تحسبه نوراً على علم
أين النبي وأين الطهر فاطمة= وأين أين علي القدر والهمم
وأين أين أسود الغاب من مضر= ومن سمو كل ذى مجد بمجدهم
اليوم خابت ظنوني واعتدى زمني= فواعنائي وواذلي وواندمي
ثم أنثنت تندب الهادي النبي وفي= أحشائها ضرم ناهيك من ضرم
يا جد إن ابنك السجاد مضطهد= بين الطغاة يعاني كربة السقم
وقيدوه بأصفاد الهوان ولم= يراقبوا فيه من إل ولا ذمم
أعظم بها نكبة دهياء قد عظمت= على النبي ورب البيت والحرم
متى يقوم ولي الأمر من مضر= فينجلي بمحياه دجى الغمم
الحجة الخلف المهدي من ختم= الله الإمامة فيه خير مختتم
هو الإمام الذي ترجى حميته= بكل هول من الأهوال مقتحم
ملك له عزمة في الروع ثابتة= تغنيه عن كل مصقول الشبا خذم
مولى سرى عدله في كل ناحية= كما سرى البرق في داج من الظلم
متى نراه وقد حفت به زمر= الأنصار من كل مغوارو كل كمي
ويملأ الأرض عدلاً مثلما ملئت= جوراً وذئب الفلا يرعى مع الغنم
ويغتدي كل من والاه مبتهجاً= في خفض عيش رغيد دائم النعم
يا ابن النبي ومن قد راق مدحهم= ورق حتى حلا تكراره بفم
ومن أتى مدحهم في هل أتى وسبا= وجاء فضلهم في نون والقلم
إليك من لج بحر الفكر جوهرة= فريدة الحسن قد جلت عن القيم
يرجو بها باقر أن يضام غداً= وهل يضام؟ ومن والاك لم يضم
وكيف أخشى معاذ الله يوم غد= سوء العذاب وجدي شافع الأمم
أقل عثاري وخذ يا سيدي بيدى= عند الصراط إذا زلت به قدمي
قد أفلح المومنون المادحون لكم= واستوثقوا بوثاق غير منفصم
صلى الإله عليكم ما سرت سحب= وأومض البرق في الظلماء من إضم