تحفة الباحثين في أصول الدين
ديوان نيل الأماني - الشيخ حسن الدمستاني
حمداً لواجِبِ الوُجودِ الأحَدِ=القادرِ العدلِ الحَكيمِ الصَّمدِ
و الصَّلواتُ البَاقياتُ سرمدا=على ختام المُرسلين أحمدا
و آلهِ الأطهارِ الأمجادِ=فُلكِ نجاةِ الخلقِ في المعادِ
و بعدُ فالراجي لعفو ذي المِنَن=فتى أبي الفضلِ محمدِ الحسن
يقولُ قد يطلبُ مَن لَم يَكمُلِ=بجدّهِ القاصرِ شأوَ الكَملِ
فعنَّ لي و لستُ بالمُصلَّي=في حلبةِ الفضلِ و لا المُجَلَّي
أن أنظِمَ المعتقدات الواجبة=عقلاً على المكلَّفينَ قاطبة(1)
و هي الأصولُ الخمسةُ التي غدا=بها هدُى مَن اهتدى مُتَّحِدا
عِرفانُها معاً مدارُ الشُّكرِ=و جُحدُ بعضها مناطُ الكُفرِ(2)
معرفةُ الصانعِ أي بمَا يسَع=من وَصفهِ صحَّ لهُ أو امتَنَع(3)
كوصفهِ بأنهُ عدلٌ أحَد=و ليسَ ذا صاحبةٍ ولا ولَد(4)
ثُم نبوَّةُ النبي الهادي=ثمَّ الإمام الحقّ و المَعَادِ
فكُلٌّ ذا مُفترضُ العِرفانِ=عقلاً على الأعيانِ بالبُرهانِ
إلا مُكلفاً أليفَ العَجزِ=في الفِكرِ فالتقليدُ مِنهُ مُجزِ(5)
نَظَمتُها فكانَ سهلاً حِفظُها=مُنزهَّهاً عنِ الغريبِ لفظُها
مُنتَخِباً من قاطعِ البُرهانِ=أوضَحَ ما هانَ على الأذهانِ
إجابةً لابني السعيدِ أحمدا=لا زالَ في أمورهِ مُسَدَّدا
مؤَملاً مِنهُ سُؤالَ الغافرِ=غُفرانَ ما اقترفتُ من جَرَائِرِ
و ها أنا أشرعُ في المقصُودِ=مُعتصماً بواجبِ الوُجُودِ
فهاكَهَا تُحفةُ كُلَّ باحِثِ=في خمسَةٍ مِن غُرَرِ المَبَاحِثِ