فصل في تعيين الإمام بعد النبي (ص)
ديوان نيل الأماني - الشيخ حسن الدمستاني
ثُمَّ الإمامُ بعدَ خيرِ الرُّسُلِ=خيرُ الورى من بعدِهِ الطُهرُ علي
لأنهُ الأفضلُ و المعصومُ=و سبقُ كُفرِ غيرهِ معلومُ
و النصُّ في الغديرِ و القُرآنِ=مُغْنٍ عنِ التفسيرِ و البيانِ
كآيةِ الولاءِ و التطهيرِ=و اليومَ أكملتُ لدى الغديرِ
و أنهُ قدِ ادَّعى الإمامَةْ=و اللهُ في مَنصِبِها أقامَهْ
بالمُعجزَاتِ الجمَّةِ البواهِرِ=و الحُجَج النَّيِّرَةِ الزَّوَاهِرِ
كردِّهِ الشمس عَقِيبَ المغربِ=و عِلمهِ الغيبَ و حِفظِ الكُتُبِ
و منطقِ الثُعبانِ فوقَ المنبرِ=و قلعهِ لِبابِ حُصنِ خيبرِ
و كشفهِ الصخرةَ عن عينٍ ولا=أثرٌ يُعرفُ مِنها أوَّلا
مقرُّها بقُربٍ ذي ديرٍ سَمَا=في يَدِهِ عهدٌ مِن ابنِ مَريَمَا
مُنوِّهاً بشأنهِ و خطبِهْ=و آمِراً بنصرهِ في حربِهْ
لا جرَ مع الراهبُ لا زالَ معَهْ=في حربِ صَفينَ فلاقى مصرعهْ
و كم لهُ من مُعجزٍ عندَ المَلَكْ=و الإنس و الجزٌّ كشمسٍ في فلّكْ
ثُمَّ الإمامُ بَعدُهُ ابنُهُ الحَسَنْ=فحُسينٌ فعليٌ ذو الثفنْ
فباقِرٌ فصَادِقٌ فكاظِمٌ=ثمَّ الرَّضَا ثُمَّ الجوادُ العالمُ
و بعدهُ هادٍ فعسكريُّ=ثُمَّ الإمامُ الحُجَّةُ المَهديُّ
لِقاطعِ النصِّ من النبيِّ=عليهمُ و المرتضى عليِّ
و نصَّ كلٌّ منهُمُ لِلاحِقِ=و فِعلهِ المعجزَ مِثلُ السابِقِ
آخِرُهُمْ يخْرُجُ آخِرَ الزَّمَنْ=يُطَهِّرُ الآفاقَ مِنْ كُلِّ الدِّرَنْ
يُظهِرُهُ بِتأيِيدِ القَضا=لهُ على الدِّينِ الذي لهُ ارْتضى