شعراء أهل البيت عليهم السلام - نعمتم صباحا

عــــدد الأبـيـات
54
عدد المشاهدات
3749
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
01/08/2010
وقـــت الإضــافــة
8:55 مساءً

نَعِمتُم صَبَاحَاً جيرَةَ العَلَمِ الفَردِ=تَحيَّةَ مُشتاقٍ إلَيكُم على البُعدِ عَنِ العَينِ غِبتُم لا عَنِ القلبِ خُلَّتِي=و مِن ثَمَّ كانَ الشوقُ مُتَّصِلَ الوَقدِ فلو غِبتُمُ عن ناظِرِي و ضَمَائِري=سَلَوتُ و لَم أحفَل بوَصلٍ و لا صَدِّ و لو شاهَدَتكُم مُقلتي مثلُ خاطري=ظفرتُ بَعِزِّ الدَّهرِ في عيشَةٍ رَغَدِ فهل نظرَةٌ تَشفي الفُؤادَ أحِبَّتي=و إن لَم تَكُن بالفعلِ أكتَفِ بالوَعدِ و إن لَم تُجُودُوا لي بوَعدٍ فإنَّني=أجُودُ بأسنَى ما يُحيطُ بِهِ وُجديْ فَقَدتُ لكُم صَبري و بِشري و صِحَّتي=و نَومي و دَمعي المُستَهَلِّ على خَدِّيْ و إن شِئتُم جُودي بنَفسي أجُد بِهَا=و ذلِكَ مِن أسنَى مَوَاهِبِكُم عِندِيْ كما جادَ أنصَارُ الحُسَينِ بِكَربلا=بِأنفُسِهِم في طاعَةِ الأحَدِ الفَردِ عَشيَّةَ يَستَدعيهِ خالِقُهُ إلى=جِهَادِ أعادِيهِ الغُواةِ عَنِ الرُّشدِ ليَشرَبَ مِن كأسِ الشَّهادَةِ شَربَةً=يَلَذُّ لهُ في ذَوقِهَا نَشوَةُ الوَرْدِ و كُوشِفَ أنصارُ الحُسَينِ بِسِرِّهَا=فطاروا لها فَوقَ المُضَمَّرَةِ الجُرْدِ سَمَاحَاً بأرواحٍ سُماةٍ إلى العُلى=رُوَاءً منَ التَّقوى ظِمَاءً إلى الوِردِ مُجَلِّينَ في الجُلَّى مُصلِّينَ في الدُّجى=كَثيرينَ في الهَيجَا قَليلينَ في العَدِّ إلى أن قَضَوا نَحباً و أمسَت جُسُومُهُمْ=على الأرضِ و الأرواحِ في جَنَّةِ الخٌلْدِ و ظَلَّ وَحيدَاً واحِدُ العَصرِ آيساً=مِنَ النَّصرِ فردَاً لا يُؤَمَّلُ فِنْ رِفْدِ متى يَلتَفِت يَنظُر إلى ما يَسُوؤُهُ=و يُضرِم في أحشائِهِ جَذوَةَ الوَجدِ يرى أنجُماً من هاشِمٍ قد تَسَاقَطَتْ=بِسُمرِ القنا و البِيْضِ في الهَضبِ والوِهْدِ و في الخِيَمِ الغرَّاءِ من آلِ أحمَدٍ=ثواكِلُ من أجفانِهَا السُّحبُ تَستَجديْ ذَوَاتُ شفاءٍ ناشِفاتٍ منَ الظَّمَا=لها لَحَظَاتٌ للفُراتِ منَ البُعْدِ و من بينها السَّجَّادُ فِلذَةُ كَبدِهَا=عَليلاً يُقاسي شِدَّةَ الضُّرِّ و الجُهدِ و من حَولِهِ سَبعونَ ألفَ مُقاتِلٍ=بُرَاءٌ منَ التَّقوى غِلاظٌ مِنَ الحِقْدِ فلو طَرَقَت هذي النَّوائِبِ غَيرَهُ=لَأَحجَمَ حتَّى لا يُعيدُ و لا يُبديْ و لَكِنَّهُ القُطبُ الَّذي لا يَؤُودُهُ=هُجُومُ الرَّزَايَا عَن مُقاوَمَةِ الضِّدِّ تَمَلَّكَ تَصريفَ المقاديرَ حَسبَ ما=يُريدُ فعاصيها لَهُ ضارعِ الخَدِّ فَلَو شاءَ تَدميرَ الَّذينَ تَمَرَّدُوا=عَلَيهِ لما استطاعوا لِذَلِكَ مِن رَدِّ و لكن رأى أنَّ الشَّهادَةَ مَغنَمٌ=فآثَرَها إذ لا عَنِ المَوتِ مِن بُدِّ كأنِّي بِهِ في مَظهَرِ القَهرِ بارِزاً=تَذوبُ لِأَدنى بِأسِهِ مُهَجُ الأُسْدِ يُلاقي حُدُودَ البِيضِ و السُّمرِ باسِمَاً=مُلاقاةِ وَفدٍ مُسرعينَ إلى الرِّفدِ ضَروباً بِحَدِّ السيفِ حتى تَثَلَّمَت=مضارِبُهُ من شِدَّةِ القَطِّ و القَدِّ صَبوراً تَوَالَت في مقاديمِ جِسمِهِ=ثَمَانونَ جُرحاً بالظِّبَى و القَنَا المُلدِ مُغشَّى بِسَيَّاراتِ نَبل نصَالِهَا=ثَوَابِتَ في الأحشاءِ و القَلبِ و الكَبْدِ و من بَعدِ جُهدٍ خَرَّ و الجِدُّ صاعِدٌ=صَريعاً برَغمِ الجدِّ مُنعَفِرَ الخَدِّ و جُرِّعَ صابَ القتلِ ذَبحَاً مِنَ القَفَا=على أنَّهُ أشهى إلَيهِ مِنَ الشَّهدِ أحَبَّ لِقاءَ اللهِ مِن حَيثُ أنَّهُ=مُرادٌ لَهُ فالتَذَّ بالسَّبَبِ المُرديْ كما سُرَّ من قَبلٍ أبُوهُ بِقَتلِهِ=و كَم والِدٍ بانَت سَجَاياهُ في الوِلدِ ألَم تَرَ أنَّ الطَّاهِرَاتِ تَخَلَّقَتْ=بِأَخلاقِهِ في شِدَّةِ الكَربِ و الجُهْدِ بَقينَ خِلافَ السِّبطِ في الطَّفِّ ثُكَّلاً=و لا مُنجِدٍ يَرثي لها مِن أذى الجُندِ تُجاذِبُها ثَوبَ الوَقَارِ شُجُونَها=و يأبى حِجاجَها أن تَحيدَ عَنِ القَصدِ شُجُونٌ خَوَافٍ في قُلُوبٍ خَوافِقٍ=و لا صَرخَةٍ تَعلو و لا جَزَعَاً تُبديْ و لكِنَّها تَسقي الثَّرى بِدُمُوعِها=بلا رَنَّةٍ كالواكِفاتِ بلا رَعْدِ تَجَلَّدُ مِن صِدقِ الشَّهامَةِ عِندَمَا=تُمَزَّقُ منهُنَّ الجُلُودُ مِنَ الجِلدِ و يُسلَبُ مِنها كُلُّ غالٍ و إنَّها=لَتَنظُرُهُ مُستَحقِراً هَيِّنَ الفَقدِ و يُنزَعُ مِنهُنَّ الرِّداءُ فَتَرتَديْ=بأردائِها مَلفوفَةَ الكَفِّ و الزَّندِ و يُحمَلنَ مِن فَوقِ المَطيِّ بلا وَطَاً=كما تُحملُ الأسرى مِنَ الرُّومِ و الكُرْدِ و لمَّا بلغنَ الشَّامَ غنَّى يَزيدُ من=شماتَتِهِ في مَجلسِ الخَمر و النَّرْدِ ظفرتُ بثأرٍ كانَ لي عِندَ هاشِمٍ=و ما هاشِمٌ بالمُدرِكِيْ ثارَهُم عِندِيْ صَهْ يابنَ هِندِ و ارتَقِب أخذَ ثارِهِم=بسَيفِ الإمام القائِمِ الخَلَفِ المَهديْ (1) و إنِّي لأرجو أن أفُوزَ بنَصرِهِ=و مِن آلِ ضَيفِ اللهِ طائِفَةٌ جُنديْ فنَروي صَدَا أسيافَنا و قُلُوبِنا=و نَبصِقُ في وَجهِ ابنِ خَيثَمَةِ الوَغْدِ إذا حَسَنٌ نالَ المُرادَ مِنَ العِدا=فَلَستُ على دَهرٍ أساءَ بمُستَعْدِ و أسألُكَ اللَّهُمَّ عَفواً و رَحمَةً=لِمَن يَتَوَالَى بالهُداةِ أُولي الرُّشدِ خُصوصاً أُصولي و الفُرُوعُ لَهُم و مَن=بَكَى لِمُصابِ الطَّاهِرينَ أُولي المَجْدِ عَلَيهِم من اللهِ السَّلامِ سَلامُهُ=متى وَجَدَ المُضنَى جَوَى أَلَمَ الوَجْدِ
Testing