شعراء أهل البيت عليهم السلام - أضرم الشّوق في صميم فؤادي

عــــدد الأبـيـات
63
عدد المشاهدات
3155
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
01/08/2010
وقـــت الإضــافــة
8:55 مساءً

أضرَمَ الشَّوقُ في صَميمِ فُؤاديْ=نارَ وُجدٍ تَشِبُّ ذاتَ اتِّقَادِ لِشَهيدٍ بعَرصَةِ الطَّفِّ ثاوٍ=جَرَّعَتهُ الرَّدَى شِرارُ العِبادِ عَظُمَ الرِّزءُ بالحُسَينِ فَخَرَّت=مِن عُلاها شَوَامِخُ الأطوادِ لَستُ أنساهُ في عِراصِ المَنَايَا=و الأعادي مِن حَولِهِ كالجَرَادِ شُرَّعاً نَحوَهُ بِرَشقِ سِهامٍ=و رِماحٍ زٌرقٍ و بِيْضٍ حِدْادِ يُنذِرُ القَومَ راقِبُوا الله و اخشَوهُ=و خافُوا القِصاصَ يَومَ المَعَادِ أوَمَا تَعلَمُونَ أنِّي ابنُ بِنْتِ=المُصطفى أحمَدِ النّذيرِ الهاديْ إنَّ جَدِّيْ بِغَيرِ رَيبِ و أُمِّيْ=أفضَلُ الأُمَهاتِ و الأجدادِ و أبي المُرتَضَى قَسيمُ جَحيمٍ=و نَعيمٍ بيَومِ عَرضِ المَعَادِ لا يُوافي الجِنانَ إلَّا مُجيبٌّ=خَصَّنَا مِنهُ بِوَلَا و الوِدَادِ فاستَبَانَ النُّفورُ مِن عُصَبِ الزُّورِ=و فَورَ الصُّدورِ بالأحقَادِ و دَعَوا قُمْ إلى الجِلادِ و إلَّا=فارضَ بالانقِيادِ لابنِ زيادِ ما لَهُم عامي الرَّشادِ تُقادُ=سُرَاةُ العِبادِ لِلأوغَادِ فاستَوى فَوقَ ضامِرٍ يَسبِقُ الطَّرفُ=تَهَيَّا مِن وَقتِهِ لِلجِهادِ و ثَنَى القَصدَ لِلخِيَامِ لِتَوديعِ=ذَويهِ و الأهلِ و الأولادِ فَتَبَارَكُوا مِن حَسرَةٍ قالَ مَهلاً=فالبُكا بَعدَ مَصرَعي و ابتِعاديْ و عَلَيكُم بالصَّبرِ فالصَّبرُ في الخَطبِ=لَعَمري مِن شِيمَةِ الأجوادِ لا تَشُقُّوا الجُيُوبَ بَعدَ فِراقيْ=و عَلَيكُم بِطاعَةِ السَّجَّادِ و عَلَيكُم مِنِّي السَّلامُ فَإنِّي=راحِلٌ و اللِّقاءُ يَومَ المَعَادِ و استَحَثَّ الجَوَادَ و اقتَحَمَ المَوتَ=و خاضَ المَنونَ فَوقَ الجَوَادِ يَطرُدُ القَومَ فَوقَ مُهرٍ سَبوقٍ=مُستَجَادٍ مُعَوَّدٍ بالطِّرَادِ ثابِتِ الجاشِ و هوَ فَردُ غَريبٍ=لَيسَ يَخشى مِن غُربَةٍ و انفِرَادِ واحِداً يَضرِبُ الجُمُوعَ دَرَاكَاً=فَيَرِدُّ الجُمُوعَ لِلآحَادِ لَم يَزل يَخطِفُ النُّفوسَ إلى أن=خَرَّ مُلقىً مِن فَوقِ ظَهر الجَوَادِ لَهفَ نَفسي لَهُ صَريعاً عَفيراً=شاكياً وَجدَهُ إلى الجَوَّادِ و غَدَا المُهرُ لِلخيَامِ يُنادي=قُتِلَ الفارِسُ الرَّفيعُ العِمَادِ فَخَرَجنَ النِّساءُ مُنفَجِعاتٍ=مُحرَقَاتِ القُلُوبِ و الأكبَادِ ثُمَّ أدرَكنَهُ و شِمرٌ عَلَيهِ=يَقطَعُ الرَّأسَ و الحُسَينُ يُناديْ يا رَقيباً على الوَرَى إنَّ شِمراً=رامَ ذَبحي و أنتَ بالمِرصادِ يا إلهي رَضِيتُ ما أنتَ راضِيهِ=و مَهمَا أرَدتَ فَهوَ مُراديْ فَتَسَاقَطنَ فوقَهُ ذاهِلاتٍ=قائِلاتٍ لِلشِّمرِ يا شَرَّ عَادِ وَيْكَ خَلِّ الحُسَيْنَ إنَّ حُسَيناً=حُجَّةُ اللهِ في جَميعِ العِبَادِ وَيْكَ خَلِّ الحُسَيْنَ إنَّ حُسَيناً=في سِنيِّ الجَدْبِ كَعبَةُ الوُفَّادِ وَيْكَ خَلِّ الحُسَيْنَ كَهفَ اليتامى=إن رَمَاهُم زمانُهُم بالعَنَادِ أيُّها الرِّجسُ هل تُدينُ بِدِينِ اللهِ=أم أنتَ مِن ذَوي الإلحَادِ إن تَكُن مُسلِماً فَوَاللهِ إنَّ القَتلَ=لِلسِّبطِ آيَةُ الإرتِدَادِ فاستَشَاطَ اللَّعينُ غَيظاً فَكَبَّ=السِّبطَ ما كانَ عَنهُ بالمُنحَادِ و بَرَى الرَّأسَ بالحُسَمِ و عَلَّاهُ=على رأسِ أَسمَرٍ مَيَّادِ فَبَكَتْهُ السَّمَاءُ و الأرضُ و الكائِنُ=فيهَا مِن ناطِقٍ و جَمَادِ ثُمَّ مالُوا إلى النِّساء بسَلبٍ=و بسَحبٍ على الرُّبى و الوِهَادِ ثُمَّ سارُوا بِهِنَّ أعنَفَ سَيرٍ=فَوقَ بَزلٍ عُجفى بِغَيرِ مِهَادِ يَتَناجَينَ مِن أليمِ الرَّزَايَا=يَتَخَفَّينَ مِن عُيُونِ الأعَاديْ و شَجَتنِيْ سُكَينَةٌ حينَ تَرثيْ=لِأَبيهَا بالنَّدبِ و التَّعدَادِ لَستُ أنسَاكَ يا أبي يا صَريعَاً=قد قَضَى و هوَ مَحرَقُ القَلبِ صَادِ يا مُعَلَّىً كَريمُهُ فَوقَ رُمحٍ=و رَضيضاً جُثمانُهُ بالجِيَادِ يَا أَبِيْ يَا مُؤَمَّلي و ثُمالي=و ملاذي و مَعقِلي و عِمَاديْ يَا أَبِيْ يَا عَمُودَ فِسطاطِ عِزِّيْ=بَعدَكَ اليَومَ مَن عَلَيهِ اعتِمَاديْ يَا أَبِيْ يَا فاطِمُ الصَّغيرَةُ لا تَقوى=على الهَجرِ مِنكَ و الإبعَادِ يَا أَبِيْ يَا ضُمَّها إلَيكَ و صُنهَا=عَن عُونِ النُّظَّارِ و الرُّصَّادِ يَا أَبِيْ لو ترى العَليلَ عَليّاً=مُستَكيناً يُقادُ في الأصفادِ يا لها من مُصيبَةٍ قد أناخَت=بِصُدُورِ الصُّدُورِ و الأمجَادِ أرغَمَت مَعطِسَ العُلى و أباحَت=حَوزَة الدِّين في جَميعِ البِلادِ أَيُعلى رأسُ الحُسَينِ بِلُدنٍ=و يُخلَّى الجِسمُ الشَّريفُ بِوَادِ و بَنَاتُ الرَّسولِ تُسبى كما=تُسبى بَنَاتُ الزُّنُوجِ و الأكرادِ حاسِرَاتٌ على الجِمالَ بِوادٍ=بَينَ أهلِ القُرى أهلِ البَوَاديْ باكِياتٌ جُفُونُهُنَّ هَوَامٍ=حائِماتٌ قُلُوبُهُنَّ صَوَادِ مُهدَيَاتٌ إلى يَزيدَ الغَويِّ=الَّذي لا زالَ غَيُّهُ في ازديَادِ زادَهُ اللهُ لَعنَةً و عذاباً=مُستَمدَّاً و ما لَهُ مِن نَفَادِ يا بَني الأنبيا و أسرارِ طَهَ=و طَوَاسِينِهَا و نُونٍ و صَادِ أنتُمُ ما حَيِيْتُ مِقباسُ رُشديْ=و إذا ما بُعِثْتُ زادُ مَعَاديْ و لقد فازَ عبدُكُم حَسَنٌ مِن=حُسنِ ظَنِّي بِكُم و صِدقِ اعتِقاديْ فاشفَعُوا لي و والِدَيَّ و وِلْديْ=و تفاريعِهِم و أَهلِ وِدَاديْ و صَلاةُ السَّلَامِ تُهدى إلَيكُم=ما تَرَامَتْ مَرَاتِبُ الأعدَادِ
Testing