تبسّمَ في الأفْق فجرُ الهدى = وأيقظ بالهالة الفرقدا
فشعّا على مكة ٍ بالسرور = وجاء من العرش صوت النِدا
وألقى على مسمع الأكرمين = ترانيمَ تستبقُ المولدا
هنا انبجستْ زمزمٌ من جديدٍ = فآمنة ٌ أنجبتْ أحمدا
وسالتْ فراتاً يروِّي الحياةَ = من البركات ولن ينفدا
وأركان بيت الحرام انحنتْ = ركوعاً تقبلُ منهُ اليدا
وكعبتهُ أومأتْ للسجود = وغطتْ محاسنها بالرِّدا
هو النورُ من عالم ٍ آخر ٍ = تنزّلَ غطى ربوع المدى
لذا استبشر الكونُ وانتابهُ =حبورٌ تولّدَ منه الندى
ملائكة الله ما استحملتْ = فخرتْ إلى أحمدٍ سُجّدا
هنا انفلق الصبحُ عن روعةٍ = من الحُسن أبرأت الأرمدا
فأُخمدتْ النارُ في فارس = بدون بزوغه لن تُخمدا
فما مثلَهُ امرأةٌ أنجبتْ = وليداً ولا مثلَهُ سيدا
تهجيتُ أحرفَ أسمائهِ = أعادتْ إليّ الجهاتُ الصدى
فأذنتُ في مسمع القافيات = على دفتري شيدَتْ معبدا
فسبحان من أودع الروح في =حروفي فأطربت الجلمدا
رأيتُ الصفا عانقتْ مروةً = فماس المقامُ لهم ، أنشدا
وركنُ الحطيم تغنى له = ودغدغ في شدوه الأسعدا
كساهُ النبيُ بأنواره = فما عاد من بعدها أسودا
صلاةُ النبيين في بهجةٍ = توالتْ من الحِجْر إذْ ردّدا
وطافَ أبو طالبٍ بابنه = فموسمهُ للجهاد ابتدا
فلو وضعوا الشمس في كفهِ = وأعطوهُ في راحةٍ فرقدا
لما تركَ الأمرَ للعابثينَ =وإن جرعتهُ السيوفُ الردى
فمِن قائل ٍ نال ضحضاحهُ = بنارٍ ومن قائلٍ أفسدا
( فلولا أبو طالبٍ وابنهُ ) =لما كان للدين أن يوجدا
سلامي لطه طبيبِ القلوب = تجلى لعشاقه أمجدا
فألهمهمْ من نبوءاتهِ = رؤًى أنبتتْ فيهمُ السؤددا
فهانَ عليهم ركوبُ الصعاب = وطابَ الحِمامُ لهمْ موردا
شجاعٌ تلوذُ الكماةُ به = إذا كرَّ فرَّتْ جيوشُ العِدا
وإن صكتْ الحربُ أسنانها = أتاها وفي وجهها أرعدا
هو السِّلمُ ، والحبُ للعالمين = على ثغرهِ للورى غرَّدا
هو العدلُ والرحمةُ المستقاةُ = من الله أدركت الأبعدا
تلوحُ على قبة الاخضرار = شعاعاً يحيلُ السما عسجدا
فمنْ أمطرَ الأرضَ من مزنهِ = رخاءً ومنْ أعشبَ الفدفدا..؟
ومن ذا اصطفى حيدراً للإخاءِ = وأورثهُ بعدهُ مقعدا..؟
ومن فتح الألف بابٍ لهُ = من العلم حتى غدا الأوحدا..؟
ومن سلّم الخِلَّ راياته = إلى فتح خيبر إذْ أوفدا..؟
ومنْ جمعَ الدين في شخصهِ = أمام (ابن ودٍّ) وقدْ عربدا..؟
ومن سدّ أبوابهمْ كلهم =وبابَ ابن عمِّه ما أوصدا.. ؟
عليٌ مع الحق والحقُ في = علي ٍ فكان هو المقتدى
ومنْ في الغدير اعتلى منبراً = وقلّد حيدرَ ما قلدا..؟
ومن قال فاطمةٌ بضعتي =وأكدَ في النص ما أكدا..؟
هو المصطفى فاخشعنْ يا يراعُ = وقل للقوافي هنا المبتدا..!