بذكر علي تسمو القلوب
محمد عبدالله الحدب
هُوَ الشِّعْرُ عَنْ يَوْمِ الْغَدِيْرِ تَكَلَّمَا = لِيَرْوِيْ لَنَا نَصًّا أَتَتْنَا بِهِ السَّمَا
إِذْ اللهُ قَدْ أَوْحَى بِيَوْمِ غَدِيْرِهِ = إِلَى أَحْمَدِ الْمُخْتَارِ أَمْرًا مُعَظَّمَا
أَلاَ أَيُّهَا الْمُخْتَارُ بَلِّغْحَدِيْثَنَا = إِلَى مَعْشَرٍ حَجُّوْا لِبَيْتٍ قَدْ سَمَا
فَأَبْلِغْهُمُ عَنِّيْ عَلِيًّا خَلِيْفَةً = مِنَ اللهِ أَمْرٌ فِيْهِ لَمْ تَكُ مُرْغَمَا
فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَفْعَلْ فَمَا نِلْتَ غَايَةً = وَلَنْ يَعْتَلِيْ الإِسْلاَمُ بَعْدَكَ سَالِمَا
وَإِنْ كُنْتَ تَخْشَى يَا مُحَمَّدُ نَكْثَهُمْ = فَإِنَّ إِلَهَ الْعَالَمِيْنَ لَكُمْ حِمَى
فَقَامَ رَسُوْلُ اللهِ يَجْمَعُ صَحْبَهُ = وَحَثَّ الْخُطَا نَحْوَ الْغَدِيْرِ تَقَدُّمَا
إِلَى أَنْ أَتَى كُلُّ الْجُمُوْعِ أَمَامَهُ = وَحَرُّ الْهَجِيْرِ يَصْطَلِيْ يُغْلِيْ الدِّمَا
فَنَادَى وَكَفٌّ لِلأَمِيْرِ بِكَفِّهِ = عَلَى رَبْوَةٍ كَيْ يَرْتَقِيْ لَهُ سُلَّمَا
أَلْسَتُ بِكُمْ أَوْلَى ؟ فَقَالُوْا جَمِيْعُهُمْ = بَلَى ، كُلُّهُمْ مَا أَسْمَعُوْهُ تَكَلُّمَا
فَمَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ عَلِيٌّ أَمِيْرُهُ = فَوَالُوْا عَلِيًّا ، تَعْتَلُوْا بِهِ لِلسَّمَا
وَيَا رَبِّ وَالِ مَنْ يُوَالِيْهِ مُؤْمِنًا = وَعَادِ الْمُعَادِيْ لِلْوَصِيِّ الظَّالِمَا
هُنَالِكَ قَالُوْا يَا عَلِيُّ بَخٍ بَخٍ = وَكُلُّ مُوَالٍ بِالْوِلاَيَةِ سَلَّمَا
فَنَادَى الإِلَهُ فِيْ السَّمَاءِ أَمِيَنَهُ = لِيُبْلِغْهُمُ مِنْهُ السَّلاَمَ تَكَرُّمَا
بِذَا الْيَوْمِ أُكْمِلَ يَا مُحَمَّدُ دِيْنُكُمْ = بِنَصٍّ لِحَيْدَرَ بِالْوِلاَيَةِ أُبْرِمَا
وَأَبْلِغْهُمُ إِنِّيْ ارْتَضَيْتَهُ حُجَّةً = نِعْمَ الْوَصِيِّ وَخَيْرَ مَنْ يَحْمِيْ الْحِمَى
وَمَا زَالَتْ الأَصْحَابُ تَكْتُبُ قَوْلَهُ = لِيَبْقَى لَنَا نَصُّ الْغًَدِيْرِ مُعَلِّمَا
كَذَلكَ قَدْ قَالَ الرُّوَاةِ تَوَاتُرًا = وَخُلِّدَ دَهْرًا فِيْ الْقُلُوْبِ وَطَالَمَا
أَتَتْنَا بِهِ الْحُسَّادُ تَخْدِشُ حُبَّنَا = لآِلِ عَلِيٍّ فِيْ الزَّمَانِ تَقَادُمَا
فَإِنْ عَيَّرَتْنَا فِيْ الْمَحَبَّةِ فِرْقَةٌ = فَحُبُّ عَلِيٍّ فِيْ الْقُلُوْبِ بِنَا سَمَا