سألت ضمير الصّمت
محمد عبدالله الحدب
سَأَلْتُ ضَمِيْرَ الصَّمْتِ مَا كَانَ يَكْتُبُ = فَوَلَّىْ سَعِيْدًا مِنْ مَعِيْنِكَ يَشْرَب
يَقُوْلُ عَلِيًّا فِيْ أُمُوْرِهِ كُلِّهَا = صَبَاحًا ... مَسَاءً ... فِيْ هَوَاكَ يُعَذَّبُ
عَلِيٌّ أَمِيْرِيْ وَهْوَ أَشْجَعُ سَيِّدٍ = بِهِ أَضْحَتِ الأَمْثَالُ فِيْ الْحَرْبِ تُضْرَبُ
عَلِيٌّ أَمِيْرِيْ وَهْوَ أَفْصَحُ نَاطِقٍ = فَكَمْ كَانَ فِيْ عِلْمِ الْبَلاَغَةِ يُعْجِبُ
وَمَا هَاجَنِيْ إِلاَّ مَقُوْلَةَ حَاقِدٍ = " صَلَبْنَا لَكُمْ زَيْدًا " فَقُلْتُ أُجَاوِبُ
صَلَبْتُمْ لَنَا زَيْدًا عَلَىْ جِذْعِ نَخْلَةٍ = وَمَهْدِيَّ لَمْ تَلْقَوْا عَلَىْ الْجِذْعِ يُصْلَبُ
وَذَاكَ لأَنَّ الدِّيْنَ عَظَّمَ شَأْنَنَا = وَلَمْ يَكُ دِيْنٌ عِنْدَكُمْ أَوْ مَذْهَبُ
فَعِشْنَا عَلَىْ عِزٍّ وَعِشْتُمْ أَذِلَّةً = وَمَنْ عَاشَ فِيْ عِزٍّ فَلَيْسَ يُعَذَّبُ
وَلَيْسَ أَخُوْ عِزٍّ كَمَنْ عَاشَ أَرْذَلاً = وَإِنْ كَانَ لِلْخَلْقِ الْمُعَظَّمِ يُنْسَبُ
فَهَلْ وَلَدَتْ حَوَّا كَنَسْلٍ لِهَاشِمٍ = لَهُمْ مِنْ خِصَالِ الْفَضْلِ مَا مِنْهُ يُعْجَبُ
وَهَلْ أَنْجَبَ الْمُخْتَارُ نَسْلاً كَفَاطِمٍ = لَهَا أَضْحَتِ الشُّجْعَانُ وَالأُسْدُ تَرْهَبُ
فَإِنْ لَمْ نَكُنْ نَأْخُذْ بِثَأْرِ قَتِيْلِنَا = فَإِنَّ لَنْا قَلْبًا بِدَمٍّ يُخَضَّبُ
وَإِنَّ لَنَا فِيْ آَخِرِ الدَّهْرِ دَوْلَةً = لَهَا كُلُّ شَخْصٍ فِيْ الْبَرِيَّةِ يَرْقُبُ
سَيَخْرُجُ مَهْدِيْنَا عَلَىْ الأَرْضِ مُصْلِحًا = يُقِيْمُ بِهَا عَدَلاً وَلِلْجَوْرِ يُذْهِبُ
وَيَأْخُذُ ثَأْرَ الْمُصْطَفَيْنَ جَمِيْعِهُمْ = وَيِحْصِدُ فِيْ الظُّلْمِ الرُّؤُوْسَ وَيَضْرِبُ
وَإِنًّ عَلِيًّا كَانَ خَيْرَ خَلِيْفَةٍ = لَهُ اللهُ زَكَّىْ وَالْمَلاَئِكُ تَعْجَبُ
وَقَدْ قَالَ فِيْهِ الْمُصْطَفَىْ وَهْوَ صَادِقٌ = عَلِيٌّ عَلَىْ الْحَقِّ الْقَوِيْمِ يُطَالِبُ
بِيَوْمِ الْغَدِيْرِ الْوَحْيُ جَاءَ مُبَلِّغًا = أَلاَ أَيُّهَا الْمُخْتَارُ أَمْرُكَ وَاجِبُ
فَأَدَّىْ رَسُوْلُ اللهِ مَا جَاءَ صَادِحًا = عَلِيٌّ مِنَ اللهِ الْعَلِيِّ مُنَصَّبُ
سَنَبْقَىْ نُوَالِيْ حَيْدَرًا طُوْلَ دَهْرِنَا = رَضِيْتُمْ ... أَبَيْتُمْ ... إِنَّ حَيْدَرَ أَطْيَبُ