شربت هواك في نفسي اعتقادا =و أرويت الفؤاد به اتقادا
ومّليت العروق دما وحبا =تمازج في تعلقك إنشدادا
وفي دنياك بُصّرت الأماني =ومن صغري تلمست الودادا
رضعت هواك قربا في مهادي =وباسمك قد تعوّدَ حين نادى
حملت ولاك غرسا في جناني =بإحساس العقيدة فاستفادا
وهذي رحمةٌ حُملت لروحي =على حبٍ يزيد بها ازديادا
ولا عجب وكلك نبع نور =على الآفاق ِ يمتد امتدادا
ولا عجب وانك أسمى مجد =على الدنيا ييممها الرشادا
على حب الوصي فطمت قلبي =وألف فم باسمك كان زادا
فكل جوارحي نادت عليا =شغافا منه تنعقد انعقادا
وليس ينال مني الصمت حظا =إذا وسم الأمير لها اعتمادا
قلوب فوقها سمة تجلت =تجدها ألسنا نطقت مدادا
له الأرواح حيث له تفادي =وتسعد في محبته اجتهادا
ُأقادُ وللهوى جندت روحي=كآمالي لحضرتك انقيادا
تعثر فيك صيّاد المعاني =وحارت فيك أحرفه ارتدادا
وباسمك اهتدي إن شحّ حرفي =وحرفك وافر يثري الفؤادا
غرست ولاك عاطفة تغذت =بروحك ما تحملت السدادا
واسمك يا علي الحق حصن =بألطاف السماء له اتقادا
به لمْسُ الحقيقة كالزواهي =تضيء الليل تفترس السوادا
ويهدى الفجر شمسا جللتها =معانيك العظام كما أراد
تناثرت النجوم إليك عشقا =به ترجو على يدك الحصادا
وهذا البيت قد صلى انفراجا =بيوم ٍ فيه يحتفل اعتدادا
على تلك الرخامة حط ّ نور =بألف هدى يبصرنا الرشادا
فيومك أسمى آيات الرجوب =فسل عشقي لما قصد الجمادا؟
يجبك وفوق أعينه ابتسام = بأن المجد يكتنف الجمادا
أبا حسن تناهى فيك مجد =سماوي يجللك العمادا
فنلت الشمس كوثرة النساء =وغيرك لم يكن كفوا زنادا
وحزت من النبوة كل صدر =وكبر ٍ فوق منعطف يفادى
ففي حجر الرسول ربيت فجرا=يغذيك الرشاد به اطرادا
ليشبع خافق التوحيد زهوا =ويمنح منك معنى مستفادا
زكوت بناصع التطهير فضلا =بأوفى ذمة في الحق ذادا
أبيت الدهرَ يبتذل ابتذالا =وجزت الدهر تفترش الوهادا
بأمنع جانب وأعز جار = مجِدّا ما تشكيت الجهادا
سقيت بني الرماح رماح ذل =بما كفروا اجتنابا واشتدادا
وأرسيت الدماء الحمر صرحا =بتاريخ الكرامة حيث مادا
وسدت الخلق تمنحهم رشادا = ُخِلقت لأن تسود ولا تسادا
خلقت لان تشيع الحق فجرا =من الإسلام يتقد اتقادا
نسجت على جوانبه الأماني =لتُسعد في سماحته العبادا
فما شعروا بها إلا ثباتا =من العلياء يحتضن البلادا
وسيفك يا علي الحق يعلو =ليرجم مارد الكفر الحدادا
لترسو بالعقيدة وهي نور=بخلق رسولها تعلو امتدادا
وتغدق للثناء الجم عدلا =وبعد العدل تفترش القتادا
صبرت بدارك الذاوي جنانا =وفي هذيان شمعتك المراد
يفر على يتامى البؤس دمع =وتشبع جائع الأيتام زادا
وبطنك لم يدق للزاد ردحا =لتطعمها احتسابا وازديادا
وما ضاقت مذاهبكم ولكن =تفاجؤها اقتدارا واجتلادا
أبا حسن وهذا الجيل جيل =نمى لقبا بحبك حيث جادا
فامنن سيدي بولاك هديا =ظليلا بالكرامة مستزادا
يحمل للسما إكليل نور =به في كل مزدحم يهادى
أبا حسن وحولنا ألف قاس =على أعصاب من حمل العنادا
تفجرت الشفاه علينا حقدا =يغالبنا المهانة واضطهادا
فأيدي الكفر للتكفير عادت =وخارجة تعاودنا ارتدادا
تشبُّ لظى يمزقنا انتكاسا =وتقتلنا جميعا أو فرادى
وترجع أسهم التاريخ جورا=إلى ما ليس يبلغنا المرادا
وما الأرواح إلا للمنايا =خلقن وتأبى نهضتها الهوادا
إذا احترقت جوانبنا التهابا =وردنا عيون حارقها اجتهادا
ونرجع أحرف التاريخ هديا =بصفين الهرير إذا تنادى
كما رُسمت على الصحف الخوالي =سنكتب أحرفا حمرا جدادا
نعاهدك المسير أبا حسين =على خطو يعاهدك الرشادا
ونرسم من عزائمنا التآخي =بإحساس المحبة حيث عادا
فوعد الحر للأحرار دين =وباسمك يا عليْ لمعت سدادا
ولولا رحمة منحت إلينا=بألطاف السماء بكم تهادى
لما كان التراحم في ذوينا =ولا كان التوادد فينا سادا
فيا نور الغريْ أمنن علينا =بآمنة تجنبنا الفسادا
وجدْ بالعدل عدلا فينا يسمو =على كل التعصب حيث حادا
تبنيتُ الولاء الحق نهجا =وقبلت التراب لك انشدادا
قلوب وشمها تهوى عليا =وقد وُسِمَ الجبين به ونادى
لتأبى أن تعيش بلا علي =يشاطرها الكرامة والحصادا
فكل ريادة فينا علي =وكل عدالة منه امتدادا
فديتك كل عاطفة تغذت =بحبك ما تقدمت السوادا